منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الدفاع عن التاريخ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هذا نبي الإسلام (8)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 367
نقاط : 14958
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/04/2012
العمر : 31
الموقع : فلسطين

هذا نبي الإسلام (8) Empty
مُساهمةموضوع: هذا نبي الإسلام (8)   هذا نبي الإسلام (8) Icon_minitimeالأربعاء 18 أبريل - 0:01:59

د / أحمد عبد الحميد عبد الحق *

الحمد
لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء
والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.. وبعد ..


فقد
تحدثت في الحلقة السابقة عن رحلة الإسراء والمعراج التي زادت النبي صلى
الله عليه وسلم يقينا على يقينه ، وجعلته يقبل على دعوته بكل ثقة واطمئنان
على تحقيق موعود الله سبحانه وتعالى له رغم كل المعوقات التي وضعها زعماء
المشركين في طريقه ، وأكمل حديثي ـ بعون من الله ـ فأقول : إنه ـ صلى الله
عليه وسلم ـ لم يمكث كثيرا بعد عودته من رحلة المعراج حتى حلّ عليه موسم
الحج الذي اعتاد أن يطوف على الناس فيه ، فشمر صلى الله عليه وسلم عن ساعد
الجد ، وصار لا يسمع بقادم من العرب له اسم وشرف إلا وأقبل عليه ودعاه إلى
ربه ، وعرض عليه ما أرسله الله به ، وغدا يقول لكل من يلقاهم من أفواج
العرب : يا بني فلان ! إني رسول الله إليكم ، آمركم أن تعبدوا الله ولا
تشركوا به شيئا ، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد ، وأن
تؤمنوا بي ، وتصدقوا بي ، وتمنعوني حتى أبين عن الله ما بعثني به .


ويقول : لا أُكره أحدا منكم على شيء ، من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذلك له، ومن كره لم أُكرهه .

ومع
شدة حرصه على جذب الناس إليه لم يشأ أن يسلك غير سبيل الدعوة إلى الإيمان
المجرد من كل مصلحة دنيوية ، ولم يجعل لمن عرض عليه اتباعه سوى الوعد بجنة
الله سبحانه ، فقد أتى على قوم يسمون " بني عامر" فقال له سيدهم : أرأيت إن
نحن تابعناك في أمرك هذا ثم أظهرك الله على من يخالفك ، أيكون لنا الأمر
من بعدك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : الأمر لله يضعه حيث يشاء ، فقال له :
أفنعرض نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ، لا حاجة لنا
بأمرك (1)...


لم
يقبل رسول الله من هؤلاء الإسلام المشروط بمكاسب الدنيا ؛ لأن الله يريد
من المسلم أن تكون عبادته له خالصة من كل شائبة ، ولا ينتظر على إسلامه
أجرا ، وقد يمكن الله للمسلمين في الأرض ، ويفتح لهم الدنيا ، وقد فتحها
على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ورزقهم من حيث لم يحتسبوا ، ولكن ما
كان ذلك في ذهن أحدهم يوم إسلامه ، بل كان أمل كل واحد منهم أن يرضى الله
عنه .


وأتى
على قوم من أهل اليمن ممن جاوروا الفرس ، فقالوا : له إلامَ تدعو ؟ فقال
صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأني رسول الله ، وأن تؤووني وتنصروني حتى أؤدي عن الله الذي أمرني به ،
فان قريشا قد تظاهرت على أمر الله ، وكذبت رسوله ، واستغنت بالباطل عن الحق
، والله هو الغني الحميد ، فقال له أحدهم : وإلامَ تدعو أيضا يا أخا قريش
؟.


فتلا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه قوله تعالى :" قل تعالوا أتل ما حرم
ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا " (2) إلى قوله : ذلكم
وصاكم به لعلكم تتقون فقال له : وإلامَ تدعو أيضا يا أخا قريش ؟ فوالله ما
هذا من كلام أهل الأرض ، ولو كان من كلامهم لعرفناه ، فتلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن
الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" (3) فقال له : دعوت والله يا
أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ولقد أفك( قالوا بهتانا )
قوم كذبوك وظاهروا عليك (4) .


وأشار
إلى رجل آخر منهم يسمى " هانئ بن قبيصة "وقال : وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا
وصاحب ديننا ، فرد عليه هانئ هذا قائلا : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش ،
وصدقت قولك ، وإني أرى إن تركنا ديننا واتبعناك على دينك لمجلس جلسته إلينا
ليس له أول ولا آخر ، ولم نتفكر في أمرك وننظر في عاقبة ما تدعو إليه فإن
هذا زلة في الرأي ، وطيشة في العقل ، وقلة نظر في العاقبة ، وإنما تكون
الزلة مع العجلة ، وإن من ورائنا قوما نكره أن نعقد عليهم عقدا ، ولكن ترجع
ونرجع وتنظر وننظر.


والتفت
إلى رجل ثالث أحب أن يشركه في الكلام يسمى "المثنى بن حارثة " فقال :
وهذا المثنى شيخنا وصاحب حربنا ، فقال المثنى : قد سمعت مقالتك ، واستحسنت
قولك يا أخا قريش ، وأعجبني ما تكلمت به ، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة ،
وإنا إنما نزلنا بين صريين ، أحدهما اليمامة ، والآخر السماوة .


فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما هذان الصريان ؟ فقال له أما أحدهما
: فطفوف البر وأرض العرب ، وأما الآخر فارض فارس وأنهار كسرى ، وإنما
نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى ، أن لا نحدث حدثا ، ولا نؤوي محدثا ، ولعل
هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما تكرهه الملوك ، فأما ما كان مما يلي بلاد
العرب فذنب صاحبه مغفور ، وعذره مقبول ، وأما ما كان يلي بلاد فارس فذنب
صاحبه غير مغفور ، وعذره غير مقبول ، فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي
العرب فعلنا .


ولم
يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا من قبل يهمه جذب الناس إليه
فقط ، وبأي وسيلة كما يحدث من كثيرين من أصحاب الأفكار والمذاهب والأحزاب،
وإنما غايته إرشاد الناس إلى الله وتعاليمه ؛ ليكونوا بعد ذلك متبعين لأمره
سبحانه وتعالى ؛ لذا عذر صلى الله عليه وسلم هؤلاء فيما قالوا ، وكان رده
عليهم : ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق إنه لا يقوم بدين الله إلا من
أحاطه من جميع جوانبه .


غير
أنه بث في قلوبهم التفاؤل ، وبشرهم بموعود الله الذي ينتظره وينتظر من آمن
معه ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم : أرأيتم إن لم تلبثوا إلا يسيرا حتى
يمنحكم الله بلادهم وأموالهم ، أتسبحون الله وتقدسونه ؟ فقال له أحدهم ـ
وكأنه ذهل لما سمع هذا الكلام ـ : اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش ؟!(5) .


وأجاب
الواقع بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ، فما هي إلا سنوات
حتى كان المثنى بن حارثة أحد المتكلمين الثلاثة يتوغل بقومه هؤلاء في أرض
فارس ، فاتحا منها ما شاء الله أن يفتح في خلافة أبي بكر الصديق ، وصدقت
فيهم نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أدهشتهم .


وواصل
رسول الله صلى الله عليه وسلم طوافه على القبائل ، وبينما هو يسير عند
مكان يسمى "العقبة " بمنى (مكان تجمع الحجاج بمكة) لقي رهطا من أهل يثرب
فقال لهم : من أنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج ، قال أفلا تجلسون أكلمكم ؟
قالوا: بلى ، فجلسوا معه فدعاهم إلى الله ، وعرض عليهم الإسلام ، وتلا
عليهم القرآن ، فأجابوه فيما دعاهم إليه ، وصدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم
من الإسلام ، وقالوا له : إنا قد تركنا قومنا ، ولا قوم بينهم من العداوة
والشر ما بينهم ، وعسى أن يجمعهم الله بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ،
ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل
أعز منك ، ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم (6).


وكان
سبب إسراعهم ما كانوا يسمعونه من اليهود المجاورين لهم بيثرب أن نبياً
سيبعث الآن ، قد أظل زمانه ، كما ذكر أحدهم في قوله : إن مما دعانا إلى
الإسلام – مع رحمة الله تعالى وهداه لنا – ما كنا نسمع من رجال يهود ، كنا
أهل شرك أصحاب أوثان ، وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس لنا ، وكانت لا تزال
بيننا وبينهم شرور ، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب
زمان نبي يبعث الآن ؛ نقتلكم معه قتل عاد وإرم ، فكنا كثيراً ما نسمع ذلك
منهم (7)..


رجع
هؤلاء المسلمون الجدد إلى قومهم بيثرب مستبشرين بهدايتهم ، فرحين بسبقهم
اليهود إلى هذا النبي الذي كانوا ينتظرون لقاءه ، ووصفوا لقومهم صفاته،
ودعوهم إلى الإسلام فأسلم كثير منهم ، حتى إذا كان العام المقبل وافى موسم
الحج منهم اثنا عشر رجلاً ، فلقوه صلى الله عليه وسلم عند العقبة التي
لقوه فيها العام الماضي ، فبايعوه على ألا يشركوا بالله شيئاً ، ولا يسرقوا
، ولا يزنوا ، ولا يقتلوا أولادهم ، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم
وأرجلهم ، ولا يعصونه في معروف .


ثم
قال لهم - صلّى الله عليه وسلَّم -:" فإن وفيتم فلكم الجنة ، وإن غشيتم من
ذلك شيئاً فأخذتم بحدّه في الدنيا (أي عوقبتم عليه) فهو كفارة له ، وإن
سترتم عليه إلى يوم القيامة فأمركم إلى الله تعالى ، إنْ شاء عذب ، وإن شاء
غفر".


وهذه
البيعة حدد فيها رسول الله الأولويات التي يجب أن يدعى إليها الإنسان ،
ويلتزم بالمحافظة عليها بعد إسلامه ، وأكد رسول الله أن من فعلها فقد نجا ،
ونقول ذلك لنذكر به من يقومون بالدعوة في المجتمعات غير المسلمة ،
ليعرفوا المسلمين هناك بواجباتهم ، ولا يدخلوا بهم في أمور فرعية قد تجلب
عليهم الأخطار ، مع إن القاعدة الثابتة في الإسلام " لا يكلف الله نفسا إلا
وسعها " شاملة للجميع .


وبعد
أن تمت مبايعتهم بعث صلى اللّه عليه وسلم معهم رجلا من أصحابه يسمى " مصعب
بن عمير" يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ، ويقيم لهم الصلاة ، ويساعدهم في
دعوة باقي قومهم ، ويهيئ له الوضع بيثرب قبل أن ينتقل إليها ـ كما وعده
هؤلاء ـ وأوصاه بالصبر والإخلاص والوضوح والحكمة وحبّ الخير .


وإلى لقاء آخر إن شاء الله إن كان في العمر بقية والصحة متسع .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش :

*مدير موقع التاريخ الالكتروني

1ـ ابن كثير : البداية ج3 ص 139 والسيرة لابن حبان ص 93

2ـ سورة " الأنعام " : الآية 151 : 153

3ـ سورة " النحل" : الآية 90

4ـ الروض الأنف : ج1 ص209

5ـ عيون الأثر : ج1 ص 257

6ـ عيون الأثر : ج1 ص 262

7ـ ابن كثير : السيرة ج2 ص 176

8ـ السابق : ج2 ص 178 وما بعدها

المصدر : موقع التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mazika.alhamuntada.com
 
هذا نبي الإسلام (8)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هذا نبي الإسلام (7)
» هذا نبي الإسلام (13)
» هذا نبي الإسلام (12)
» هذا نبي الإسلام (11)
» هذا نبي الإسلام (10)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الدفاع عن التاريخ  :: السيرة العطرة المشرقة :: السيرة العطرة المشرقة-
انتقل الى: