منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الدفاع عن التاريخ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هذا نبي الإسلام (13)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 367
نقاط : 14958
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/04/2012
العمر : 31
الموقع : فلسطين

هذا نبي الإسلام (13) Empty
مُساهمةموضوع: هذا نبي الإسلام (13)   هذا نبي الإسلام (13) Icon_minitimeالأحد 29 أبريل - 6:38:54

د / أحمد عبد الحميد عبد الحق *

الحمد
لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء
والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.. وبعد ..


فقد
انتهيت في المقال السابق من الحديث عن شروع النبي صلى الله عليه وسلم فور
استقراره في المدينة المنورة في تأسيس دولته الإسلامية ، ووضع القواعد
اللازمة لها ، وأكمل حديثي اليوم عن تدرج الأحكام والشعائر الإسلامية التي
سنت بعد تأسيس الدولة الإسلامية فأقول : إن أهم ما يميز الأحكام والشرائع
الإسلامية أنها لم تسن دفعة واحدة ، كما يحدث في تأسيس الدول ، وإنما جاءت
متدرجة كالبناء الذي يعلو شيئا فشيئا حتى يتم ، وقد شرعت في العام التالي
لهجرة المسلمين إلى المدينة كثير من شعائر الإسلام التي يرتبط أداؤها
بالمجتمع الإسلامي ، مثل الزكاة والصيام وزكاة الفطر ، وصلاة العيدين، وهذه
إشارة موجزة إلى تلك الشعائر وأهميتها للمجتمع الإنساني .


الزكاة وأهميتها في الإسلام :

والزكاة
في الإسلام عبارة عن قدر معين من المال يقدر بحوالي خمس في المائة أو
اثنين ونصف في المائة ، حسب نوعية المال وطريقة الحصول عليه ، يؤخذ من
الأغنياء فقط ويُعطى للفقراء ، وذلك ليتم مبدأ التكافل بين المسلمين ،
وليشيع فيما بينهم التراحم والتواد ؛ وليخلو مجتمعهم من الأحقاد والكراهية
التي تتولد في قلوب الفقراء نحو الأغنياء بسبب الحرمان الذي يعيشون فيه .


ولتقل
جرائم السلب والنهب والسرقة التي غالبا ما تنتشر بسبب حاجة الفقراء أو
نقمتهم على أصحاب الأموال ، وذلك عن طريق إحساسهم بأن لهم نصيبا في هذه
الأموال مهما كثرت ، وللتخفيف من أعباء الدولة ، إذ هي مصدر رزق ثابت لكثير
من الفقراء والمساكين التي قد تعجز نفقتها عن القيام بها ، وللتقريب بين
طوائف المجتمع المسلم ، فلا يكون بينهم من يعيش في الثراء الفاحش ، ومن
يعيش في الفقر الشديد لا يجد ما يتقوت به ، أو ما يستر به عورته .


وقد
حث عليها الأنبياء السابقون لمحمد صلى الله عليه وسلم ، فقد قال عيسى عليه
السلام " وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا "(1) وجعلها الله ركنا من
أركان الإسلام الخمس التي لا يتم إلا بها ، ولا يكون المسلم مسلما حقا إلا
إذا أداها ما دام ثريا ، وهي عبادة خالصة لله تعالى ، بُشّر من أدهاها
بالبركة في الرزق في الدنيا والثواب الجليل في الآخرة ، فقال تعالى " وما
آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون "(2) وقال " وما تنفقوا
من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون "(3) وقال " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم
وتزكيهم بها "(4).



وقال صلى الله عليه وسلم "الصدقة تسد سبعين بابا من السوء" (5) وقال :
"تصدقوا فإن الصدقة خير لكم، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن
تعول ، أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك"(6) وقال : " تصدقوا فإن
الصدقة فكاككم من النار "(7) لذا كان المسلمون وما زال الكثير منهم الآن
يؤدونها وهم سعداء ، عكس الضرائب الأخرى التي يحاول البعض التهرب منها
لإحساسهم أنها غرم.


ماهية الصوم وأثره :

وأما
الصوم فهو عبادة روحانية ، ويقصد به الامتناع عن الطعام والشراب والجماع
من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية العبادة لله تعالى ، وقد أوجبه الله
تعالى على الأمم السابقة ، قال تعالى : " كتب عليكم الصيام كما كتب على
الذين من قبلكم لعلكم تتقون " (Cool.


والمسلمون
مأمورون بصيام شهر رمضان من كل عام إلا من كان صغيرا أو شيخا هرما يعجز عن
الصوم ، أو من كان مريضا أو مسافرا يرهقه الصوم ، أو امرأة حائض أو حامل ،
أو مرضع يثقل عليها الصوم ، أو من عمل في عمل شاق جدا ، ولا غنى له عنه .


وقد
اكتشف العلماء في العصر الحديث فوائد صحية للصوم بالإضافة إلى تهذيبه
للنفس ، وجعله الإنسان يحس بما يحس به المعدم ، فيرق له قلبه ، ثم يحمد
الله على أن أغناه ، ورغم ذلك فإن المسلم يصوم استجابة لأمر الله تعالى ،
أيا كانت فائدة الصوم في الدنيا .


فهو
مثل الصلاة والزكاة تماما من أركان الإسلام الخمس ، كما أن له في الآخرة
فضلا كبيرا ، فقد قال رسول الله : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له
ما تقدم من ذنبه "(9) وقال " إِذَا جَاءَ رَمَضَانَ فُتّحَتْ أَبْوَابُ
الْجَنّةِ، وَغُلّقَتْ أَبْوابُ النّارِ، وَصُفّدَتِ الشّيَاطِينُ" (10)
وقال : " كُلّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ ، الحَسَنَةُ عَشْرُ
أَمْثَالِهَا إِلَىَ سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، قَالَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ:
إِلاّ الصّوْمَ ، فَإِنّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ
وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ، لِلصّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ
فِطْرِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبّهِ ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ
عِنْدَ اللّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ" (11).


الحكمة من مشروعية زكاة الفطر :

وأما
زكاة الفطر فهي عبارة عن مقدار صغير من الطعام أو المال يدفعه الغني عن
نفسه ومن يعولهم إلى الفقير في نهاية رمضان قبيل العيد ؛ حتى يتثنى للفقير
التمتع بالعيد ، ومشاركة غيره من المسلمين في الفرح والسرور ، وأكل الطيبات
، ولبس الجديد من الثياب ، والتوسعة على أطفاله ؛ لأن الله يريد للمسلمين
أن يظهروا في هذا اليوم وليس بينهم بائس أو محروم ، وكان صلى الله عليه
وسلم يقول " أغنوهم عن الطواف (أي الفقراء) في هذا اليوم(12). .


صلاة العيد سمة لترابط المجتمع الإسلامي :

وأما
صلاة العيد فهي ركعتان يصليهما المسلمون صباح يوم العيد ، حيث يجتمع أهل
الحي أو البلدة الواحدة في ساحة واسعة ، ويكبرون الله تعالى ويشكرونه على
أن وفقهم لطاعته في رمضان كما أمرهم الله في قوله سبحانه " ولتكملوا العدة (
شهر رمضان ) ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " (13).


ويشكرونه
في عيد الأضحى على أداء فريضة الحج ، وقد كان رسول الله يُخرج إلى هذه
الصلاة أهل بيته جميعا ، ويحث المسلمين إليها ، نساء ورجالا صغارا وكبارا ،
وأخبر أنه تتنزل فيها الرحمة من الله تعالى ، فتعمهم جميعا .


الأضحية رمز لتكافل المسلمين :

وأما
الأضحية فهي شاة أو أكثر من الغنم أو المعز أو غير ذلك ، يذبحها المسلم
الغني بعد فراغه من صلاة عيد الأضحى ، يأكل منها هو وأهل بيته ، ويهدي منها
أقاربه وأصدقاءه ، ثم يقوم بتوزيع الباقي على الفقراء من أهل الحي الذي
يعيش فيه ، والغرض منها أن يوسع المسلم على نفسه بأكل الطيبات في هذا اليوم
، ويحسن إلى الفقراء والمساكين من أهل حيه الذين قد لا يجدون اللحوم إلا
في مثل هذه اليوم ، وشكر الله على نعمة المال ، ونشر المحبة والمودة بين
الناس بإطعام الطعام وإهدائه ؛ لأن الهدية تذهب ما في النفس من بغضاء ، كما
قال صلى الله عليه وسلم " تهادوا تحابوا "(14) ، وأول من سنها من البشرية
هو إبراهيم عليه السلام .


وقد
ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عقب صلاته أول صلاة لعيد الأضحى بكبشين
أملحين أقرنين ذبحهما بيده ، وهو يقول بسم الله والله أكبر ، اللهم تقبل من
محمد وآل محمد ومن أمة محمد (15)، ثم حث المسلمين على الأضحية ، وبين لهم
فضلها في أحاديث كثيرة منها قوله:" ضحوا وطيبوا بها أنفسكم ، فإنه ليس من
مسلم يوجه ضحيته إلى القبلة إلا كان دمها وفرثها وصوفها حسنات محضرات في
ميزانه يوم القيامة ، وكان يقول : أنفقوا قليلا تؤجروا كثيرا، إن الدم وإن
وقع في التراب فهو في حرز الله حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة "(16) وقوله :
" ما عمل آدمي من عمل يوم النحر( عيد الأضحى ) أحب إلى الله من إهراق الدم
( أي ذبح الأضحية )إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن
الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع إلى الأرض فطيبوا بها نفسا" (17)
وقوله : " لصاحبها بكلّ شعرةٍ حسنةٌ" (18).


والمسلم
الذي يريد ثواب الأضحية ولا يستطيع شراءها كاملة ، يجوز له أن يشترك مع
آخر، أو أن يشتري لحما بقدر ما يستطيع ويطعمه الفقراء ، فقد كان ابن عباس
رضي الله عنه يعطي خادمه النقود ويقول له : اشتر بها لحما وأعطها للفقراء
وقل لهم : لحم الأضحية ، كما يجوز له إذا وجد فقيرا في حاجة ماسة إلى
النقود أن يعطيه ثمن الأضحية ؛ لأن الأصل فيها مصلحة الفقير ، فقد قال أحد
العلماء القدامى وهو ابن المنذر: روينا عن بلال( الصحابي ) أنه قال: "ما
أبالي ألا أضحي إلا بديك ولأن أضعه في يتيم قد ترب فيه - هكذا قال المحدث -
أحب إلي من أن أضحي به".


رحمة رسول الله بالحيوان

عرفنا
فيما سبق أن الإسلام أمر بالأضحية في عيد الأضحى المبارك ، وأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد ضحى بنفسه فذبح أضحيته ، وخلال الذبح ضرب صلى الله
عليه وسلم المثل الأعلى للبشرية في معاملة الحيوان عند ذبحه ونصح أصحابه
قائلا " ... وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدّ أحدكم شفرته وليرح
ذبيحته"(19) ورأى رجلاً أضجع شاة يريد أن يذبحها ، وهو يحد شفرته ، فقال له
صلى الله عليه وسلم : أتريد أن تميتها موتتين ؟! هلا أحددت شفرتك قبل أن
تضجعها ! "(20) ونهى أن تذبح الشاة وسط الشاء ؛ حتى لا تفزع ، وأوصى أن
تطعم الشاة وأن تسقى قبل أن تذبح .


وحتى
القطة التي قد يدعسها سائق السيارة دون أن يلقي لها بالا ، يذكر رسول الله
أن مجرد حبسها عن الطعام قد يدخل الإنسان النار ، فقال "عذبت امرأة في هرة
سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ولا
هي تركتها تأكل من خشاش الأرض " (21).


في
مقابل ذلك يذكر أن من أطعم أو سقى ما هو في عرف الناس أحقر من القطة يشكر
له فعله من الله سبحانه وتعالى ، ويغفر له ، فقال : " بينا رجل يمشي فاشتد
عليه العطش ، فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج ، فإذا هو بكلب يلهث ، يأكل الثرى
من العطش ، فقال : لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي ، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ،
ثم رقي فسقى الكلب ، فشكر الله له ، فغفر له" وقد أثار هذا الأمر اندهاش
الصحابة وإعجابهم ، فقالوا : يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا ؟!
فقال " في كل كبد رطبة أجر" (22).


بل
أعجب من ذلك ما رواه البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال :" غفر لامرأة
مومسة ـ تمارس البغاء ـ مرت بكلب يلهث ، كاد يقتله العطش ، فنزعت خفها
فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك" فيا لرحمة رسول الله
بالخلائق ، ويا عجبا من غفلة البشرية عن تعاليم هذا النبي ، الذي أوضع الله
في قلبه شفقة تكفي العالمين ، كما قال سبحانه وتعالى :" وما أرسلناك إلا
رحمة للعالمين" الأنبياء :107 .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش :

*مدير موقع التاريخ الالكتروني

1 ـ سورة " مريم " : الآية 31

2ـ سورة "الروم " : الآية 39

3ـ سورة "البقرة " : الآية 272

4ـ سورة " التوبة " : الآية 103

5ـ المعجم الكبير للطبراني

6ـ المعجم الكبير للطبراني

7ـ المعجم الأوسط للطبراني

8ـ سورة " البقرة" : الآية 183

9ـ رواه البخاري

10ـ رواه البخاري

11ـ رواه البخاري

12ـ رواه مالك في الموطأ

13ـ سورة " البقرة " : الآية 185

14ـ موطأ مالك

15ـ صحيح مسلم

16ـ مصنف عبد الرزاق

17ـ رواه الترمذي

18ـ رواه الترمذي

19ـ رواه مسلم وأبو داود والنسائي

20ـ المستدرك على الصحيحين

21ـ صحيح البخاري

22 ـ صحيح البخاري

المصدر : موقع التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mazika.alhamuntada.com
 
هذا نبي الإسلام (13)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الدفاع عن التاريخ  :: السيرة العطرة المشرقة :: السيرة العطرة المشرقة-
انتقل الى: