منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الدفاع عن التاريخ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هذا نبي الإسلام (9)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 367
نقاط : 14958
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/04/2012
العمر : 31
الموقع : فلسطين

هذا نبي الإسلام (9) Empty
مُساهمةموضوع: هذا نبي الإسلام (9)   هذا نبي الإسلام (9) Icon_minitimeالأحد 15 أبريل - 1:21:57

الحمد
لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء
والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.. وبعد ..


فقد
انتهى بنا الحديث في الحلقة السابقة عند بيعة العقبة الأولى وتكليف النبي
صلى الله عليه وسلم لمصعب بن عمير بأنه يذهب مع وفد الأنصار إلى المدينة
داعيا ومعلما ومرشدا ، وأكمل حديثي فأقول : إن مصعب ـ رضي الله عنه ـ قام
بما كلفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصار يلتقي بمن اسلم من
الأنصار في إحدى الحدائق ؛ ليفقههم في أمور الإسلام ، وبينما هو جالس معهم
ذات يوم إذ رآه اثنان من سادتهم ممن لم يسلموا بعد ، فتوجه إليه أحدهم
ويسمى"أسيد بن حضير" شاتما ومهددا ، وقال : ما جاء بك إلينا تسفه ضعفاءنا ،
اعتزلنا إن كانت لك بنفسك حاجة !.


ولم
يكن قوله هذا إلا بناء على أفكار مسبقة استقرت في ذهنه دون أن يعرف حقيقة
الإسلام ، وقد قدر ذلك مصعب رضي الله عنه ؛ لذا لم يعاتبه على قوله ، أو
يبادله الرد القاسي ، وإنما قال له : أو تجلس فتسمع فان رضيت أمرا قبلته ،
وإن كرهته كف عنك ما تكره ؟؟ والرجل وأي رجل مهما كان عناده أحسب أنه لن
يجد أمامه غير التسليم لمصعب بما قال ، بل والحرج على ما بدر منه .


وهذا
ما حصل بالفعل ، إذ قال له في حياء : أنصفت ، وجلس إليه فكلمه مصعب
بالإسلام ، وقرأ عليه ما تيسر من القرآن ، فقال : ما أحسن هذا وأجمله ! كيف
تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ قال له : تغتسل فتطهر ، وتطهر
ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ، ثم تصلي ، فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ، وتشهد
شهادة الحق ، ثم قام فركع ركعتين ، ثم قال له : إن ورائي رجلا إن اتبعك لم
يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليك الآن .


وأتى
إليه الثاني ويسمى " سعد بن معاذ " فقال له : ما قاله للأول فأسلم في
الحال ، وعاد إلى عشيرته ، فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل كيف
تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا وأفضلنا رأيا ، وأيمننا نقيبة ، قال :
فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، يقول الراوي :
فوالله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل ( قومه) رجل ولا امرأة إلا مسلما أو
مسلمة.


ولو
تعلم دعاة الإسلام من مصعب ـ رضي الله عنه ـ هذا الدرس المبسط في كيفية
محاورة الناس لتغلبوا على آلاف المصاعب التي تواجههم في الشرق والغرب ..


ثم
ذهب سعد بن معاذ ومصعب ـ رضي الله عنهما ـ إلى منزل أحد الذين أسلموا بمكة
من قبل وهو " أسعد بن زرارة " فأقاما عنده يدعوان الناس إلى الإسلام ، حتى
لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ثلاثة أو
أربعة دور (1).


عاد
مصعب بن عمير إلى مكة بعد أن وثّق أمر الإسلام بالمدينة المنورة ليعلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر ، حتى إذا جاء موسم الحج الجديد خرج
إليه نفر من المسلمين الأنصار مع حجاج قومهم من أهل الشرك ؛ لأن الأصل في
معايشة المسلمين للمشركين هو المسالمة ، وتبادل المنافع ، ما لم يوجد ما
يمنع ذلك ، كما سنرى فيما بعد .. حتى إذا قدموا مكة ، وعلم رسول الله صلى
الله عليه وسلم بحضورهم أرسل من يتفق معهم على أن يلتقي بهم سرا عند العقبة
التي التقوا عندها في العام الماضي في أواسط أيام التشريق ( الأيام التي
يقضيها الحاج بمنى بعد وقفة عرفة ) مع إنه صلى الله عليه وسلم اعتاد أن
يلتقي بالجميع أمام الملأ ، وأحسب والله أعلم أن رسول الله خشي أن يثير
اجتماعهم علانية حفيظة المشركين فيشتبكوا معهم في مكان حرم الله فيه حتى
الجدال بالباطل ..


كما
أن رسول الله سيدرس معهم بعض الأمور التي تتطلبها منهم الدعوة الإسلامية
في المرحلة المقبلة ، وهذا يوجب ألا يتطلع عليها أعداؤهم فيعيقوا سيرها ،
وهذا هو الدافع الذي جعله يقول لأتباعه من المسلمين دائما : " استعينوا على
قضاء حوائجكم بالكتمان "..


والمسلمون
الآن مطالبون بالوسطية في هذا الأمر ـ كما فعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم ـ لا يحيطون كل أعمالهم الدعوية بالسرية مما يثير الريبة في قلوب
خصومهم ، ويحسبون أن تحركاتهم تهدف إلى المكر بهم ، وفي نفس الوقت لا تكون
أعمالهم الصغيرة والكبيرة مكشوفة لأعدائهم ، وليس فيها نوع من الخصوصية ،
لا أقول ذلك للأفراد والمؤسسات ، بل للقائمين على الدول الإسلامية ، وأنصح
أن تكون مناهجهم وخططهم التعليمية والتربوية والدعوية لا يطلع عليها إلا من
يقومون على الأمر ، كسائر الدول التي تجعل ذلك من خصوصياتها ، وتعد التدخل
فيها تدخلا في شئونها ، واعتداء على استقلاليتها ..


وأعود
فأقول : خرج هؤلاء النفر من الأنصار إلى العقبة متسللين رجلا ورجلين بعد
أن مضى ثلث الليل ، كما أوصاهم رسول الله حتى اجتمعوا كلهم دون أن يشعر بهم
أحد من المشركين ، وكانوا قرابة السبعين أو ثلاثة وسبعين ، وبايعوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان بيعة سميت ببيعة "العقبة
الثانية"(2). .


وكان
مما قاله لهم رسول الله : تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ،
والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن
تقولوا الحق لا تخافوا في الله لومة لائم ، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا
قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، قالوا : فما لنا إن
بايعنك على ذلك ؟ وهذا السؤال الذي طالما تكرر مع كل من لقيه ، فأجابهم :
لكم الجنة ، ليس عنده غير ذلك ، فأخذ بيده رجل منهم يسمى " البراء بن
معرور" وقال : نعم . فوالذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا
(أهلينا وأنفسنا) فبايعنا يا رسول الله ! فنحن والله أبناء الحروب ورثناها
كابرا عن كابر ،


ولم
يرد بذلك أنهم مستعدون لسفك دماء كل من عارضهم ، وإنما أراد أنهم أهل
لحمايته ، وحماة دعوته ضد كل من يحاربها أيا كانت قدرته وجبروته ، وأهل
للتضحية من أجل عقيدتهم التي هي أثمن ما يمتلكه الإنسان ، وهذه أعلى درجات
الرجولة ، لذلك كان رد رسول الله عليه: "وأنا منكم وأنتم مني ، أحارب من
حاربتم ، وأسالم من سالمتم " فرجولتهم لن تقابل إلا برجولة أعظم منها .


هؤلاء
هم الناس الذين قامت على أكتافهم الدولة الإسلامية في يثرب التي سماها
رسول الله فيما بعد "المدينة المنورة" وهذه هي الشروط التي اشترطها رسول
الله على من يريد أن ينضم إلى حزبه في إقامة دولة الإسلام ، شروطا بعيدة كل
البعد عن مكاسب الدنيا ، بل تجعل الواحد يتجرد من كل شيء ، ويبذل كل غال
ورخيص ، ويضحي بماله ونفسه في سبيل شيء واحد فقط وهو الجنة..


كما
أن هذه الشروط التي أخذها الأنصار على أنفسهم لم تكن مجرد وعود يرضون بها
رسول الله عندما غلبتهم الحمية ، وإنما وفوا بها خير وفاء ، فقد فتحوا
بيوتهم لمن هاجر إليهم من مكة ، وأشركوهم في أموالهم وهم سعداء بذلك ، حتى
قال عنهم القرآن : "والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر
إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة " (3). وخاضوا معه كل المعارك التي خاضها حتى كانوا أكثر العرب
شهداء ، فقد قتل منهم يوم أحد سبعون، ويوم بئر معونة سبعون، ويوم اليمامة
سبعون .


وبعد
أن بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أخرجوا إليّ منكم اثني عشر
نقيبا يكونون على قومهم بما فيهم ، فأخرجوا تسعة من الخزرج ، وثلاثة من
الأوس عينهم عليهم ليتولوا شئونهم ؛ لأنه كان يحب النظام ، ويحب أن يدير
أصحابه شئونهم على النظام .


ثم
عادوا إلى يثرب جميعا ، دعاة إلى الله ، وفي عنقهم بيعة الحق، وأخذوا
يدعون من بقي من قومهم على شركه لاعتناق الإسلام ، ويستعدون لاستقبال رسول
الله ومن سيهاجر معه.


وإلى لقاء آخر إن شاء الله إن كان في العمر بقية والصحة متسع .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش :

*مدير موقع التاريخ الالكتروني

1ـ السابق : جـ 2 صـ 177 وما بعدها

2ـ عيون الأثر : ج1 ص 271

3 ـ سورة " الحشر " : الآية 9

المصدر : موقع التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mazika.alhamuntada.com
 
هذا نبي الإسلام (9)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هذا نبي الإسلام (8)
» هذا نبي الإسلام (7)
» هذا نبي الإسلام (13)
» هذا نبي الإسلام (12)
» هذا نبي الإسلام (11)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الدفاع عن التاريخ  :: السيرة العطرة المشرقة :: السيرة العطرة المشرقة-
انتقل الى: