الآلات الحربية

الآلات الحربية
اعتمدت الشعوب القديمة على الآلات البسيطة في حياتها العملية كالرمح والقوس والنشاب واستعملتها للصيد والدفاع عن النفس. ومع تقدم الزمن ما لبثت تلك الآلات
ان تطورت في الشكل والحجم والبعد حتى أصبحت السلاح الأهم في المواجهات بين
القبائل وغدا الرامي يتباهى في الوصول إلى أهدافه المركزة البعيدة المدى
ودرايته الواسعة في استعمال وتطوير هذا السلاح.
ومع
بدء الفتوحات العربية لنشر الدعوة الإسلامية كان لا بد من اللجوء إلى
أسلحة تنافس أسلحة العدو المهاجم فتطورت صناعة الدروع واشتهر العرب بصناعة
السيوف وأجادوا في نوعيتها وزخرفتها وتركوا مخطوطات هامة في صناعتها. لكن
تلك الأسلحة لم تف بالغرض المطلوب للغزوات البحرية فكان لا بد من تطوير
السلاح البحري في بناء الأساطيل الضخمة. والجدير بالذكر أن السفن التجارية
والحربية كانت تصنع في مصر وبالتحديد في ميناء الإسكندرية.
وكان
لا بد من تزويد تلك السفن بالعتاد والسلاح فاجتهد العلماء العرب في تطوير
الأسلحة الثقيلة كالدبابات ذات الأبراج لنقب الحصون، وتسلق الأسوار
والعرادات لقذف النفط والحجارة ، والكباش لهدم الجدران وأبراج الحصار
لحماية المقاتلين والمجانيق لقذف الأحجار وقدور النفط والزرنيخ. كما صنعوا
المدافع التي استعملوها في غزواتهم .
هذا
وان المكتبة العربية تذخر بالمخطوطات العربية التي تتحدث عن الأسلحة
القتالية وطريقة تصنيعها، ومخطوطات تبحث في فن الحروب الإسلامية من خطط
حربية وآلات دفاعية وغير ذلك من الأمور التي تتعلق بالحروب والآلات
الحربية.
لقد تمكنا من الحصول على المخطوطات التالية :
- "الأنيق في المجانيق" - تأليف ابن ارنبغا الزردكاش سنة 867 هجرية -
- "تبصرة أرباب الألباب في كيفية النجاة من الحروب" - تأليف مرضى بن علي بن مرضي الطرسوسي .
- "العز والمنافع اامجاهدين في سبيل الله بالمدافع" تأليف الرئيس ابراهيم بن أحمد بن غانم بن محمود بن زكريا الأندلسي المشهور بالرياش.
في جميع تلك المخطوطات نجد وصفا للمنجنيق وأنواعه كما نجد شروح هامة عن المدافع والمكاحل بالإضافة إلى الخطط الحربية في القتال .

المنجنيق:
بشكل عام هو عبارة عن عدد من القوائم الخشبية المتصلة في أعلاها بعارضة.
وعلى هذه العارضة يركب عمود خشبي طويل يقال له "السهم" ويكون قصيرا
من جهة وطويلا من جهة أخرى(نسبة ربع إلى ثلاثة أرباع أو خمس إلى أربعة
أخماس)، ويحمل هذا السهم من جهته القصيرة ثقلا معاكسا يسمى "الصندوق"
إذا كان كتلة واحدة "والقواعد" إذا كان جملة أثقال.
كما يحمل من جهته الطويلة "الكفة" التي تحمل المقذوف سواء كان هذا الأخير
حجرا أو برميل نفط أو غير ذلك. يتصل السهم من الجهة الطويلة بحبل من الشعر
يسمى (زيار) يمكن شده (تزييره) بواسطة دولاب كان يطلق عليه اسم (القوس)
لأنه كان يتصل بقوس يزيد انحناؤه كلما دار الدولاب في حالة الشد.

إذا أردنا الرمي بالمنجنيق نقوم بشد السهم وتزييره مما يسبب رفع الجانب القصير
من السهم والثقل المعاكس الذي يحمله إلى أعلى، وعند ذلكيكفي تحرير السهم
من تأثيرالزيار بالطرق على مفتاح أو(رزة) طرقا خفيفا، فيقوم الثقل المعاكس
بالهبوط نحوالأسفل مما يرفع الجهة الأخرى التي تحوي الكفة نحو الأعلى بقوة،
وهذا ما يسبب اندفاع المقذوف بنفس اتجاه الثقل المعاكس ولمسافة قد تصل إلى أربعمائة متر تقريبا.
هناك أنواع عدة من المجانيق نذكر منها :
مجانيق قذف الحجارة، مجانيق قذف القنابل ، مجانيق قذف النفط وكرات النار، مجانيق قذف الأفاعي والعقارب وغيرها.

المدافع والمكاحل
إن
أقدم تاريخ لاستخدام السلاح الناري يمدنا هو عام 743 هجري (1324م) يمدنا
به صالح بن يحي (المتوفي عام 840هجري/1436م) يفيد بأنه حينما حاصر
المنافسون السلطان شهاب الدين في حصن الكرك، ركّب رجال الحامية على أسوار
الحصن خمسة مجانيق ومدافع كثيرة.
كما
يفيدنا المؤرخ ابن أياس في أحداث سنة 753هجري/1352م حيث يقول:"... نائب
قلعة دمشق (وهو نائب دمشق)في عهد الملك الصالح صلاح الدين صالح بن الملك
الناصر محمد بن منصور قلاوون(753هحري) حصّن القلعة تحصينا عظيما وركّب
عليها المكاحل والمدافع."
أما
العلامة أحمد أبو العباس القلقشندي فقد قال في كتابه صبح الأعشى متحدثا عن
المدافع والمكاحل: "ومنها مكاحل البارود وهي المدافع التي يرمى عنها
بالنفط وحالها مختلف ، فبعضها يرمى عنه بأسهم عظام تكاد تخرق الحجر وبعضها
يرمى عنه ببندق من حديد زنته عشرة أرطال بالمصري إلى ما يزيد على ماية رطل.
وقد رأيت في الإسكندرية في (الدولة الأشرفية) الأشرف شعبان بن حسين، في
نيابة الأمير صلاح الدين بن عرام رحمه الله مدفعا قد صنع من نحاس ورصاص
وقيد باطراف من الحديد ، رمي عنه في الميدان ببندقة من حديد عظيمة محماة،
فوقعت في بحر السلسلة خارج باب البحر وهي مسافة بعيدة."

مخطوط الأنيق في المجانيق
المؤلف: ابن ارنبغا الزردكاش كتبه سنة 867هجرية
موجود نسخة منه في مكتبة أحمد الثالث طوبقابي استنبول - رقم 3469
المحقق : د . إحسان الهندي -
صدر عن معهد التراث العلمي العربي - حلب - سوريا
يبحث هذا المخطوط بصورة عامة في المجانيق أشكالها وانواعها

الآلات الحربية Manganiq%206

مخطوط "تبصرة أرباب الألباب في كيفية النجاة من الحروب"
الآلات الحربية IMG

المؤلف: مرضى بن علي بن مرضى الطرسوسي
المحقق: نشرها وحققها د. كلود كاهين
توجد نسخة من المخطوط في مكتبة آيا صوفيا تحت رقم 2848
في استنبول . يبحث هذا المخطوط في الآلات والخطط الحربية

الآلات الحربية IMG%2035

مخطوط "العز والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بآلات الحرب والمدافع"
المؤلف: الرئيس إبراهيم بن أحمد بن غانم بن محمود بن
زكريا الأندلسي المشهور بالرياش
كتبه المؤلف باللغة الأعجمية وترجمه للعربية أحمد بن قاسم
بن الفقيه بن الحجري الأندلسي(ترجمان سلاطين مراكش)
يوجد نسخة من المخطوط في الخزانة التيمورية في
دار الكتب المصرية - فروسية رقم 860 يبحث هذا المخطوط بالمدافع الحربية على اختلاف أنواعها وأشكالها.