قتل 45 شخصا بنيران قوات الأمن السوري أمس في مناطق مختلفة، وقصف الجيش النظامي عدة أحياء في
حمص،
بينما استمر الإضراب العام في أسواق دمشق وبعض أسواق حلب وريفها، وخرجت
مظاهرات مسائية تطالب بإسقاط النظام في وقت دعا فيه المجلس الوطني إلى
زيادة عدد المراقبين الدوليين.
فقد ذكرت لجان التنسيق المحلية أن 45 شخصا قتلوا أمس بنيران قوات
الأمن، معظمهم في مدينة القصير بحمص. من جهتها قالت الهيئة العامة للثورة
السورية إن مروحيات الجيش قصفت بلدتي مارع وتل رفعت في ريف
حلب، كما قصف الجيش جبل الزاوية في إدلب.
وأوضحت الهيئة العامة أن الجيش النظامي قصف أيضا الأحياء
القديمة والخالدية وجورة الشياح ومدينة الرستن في حمص. كما قُتلت امرأة
وأصيب أطفالها عندما تعرضت سيارتهم لنيران الأمن في خان شيخون بإدلب.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن صبيا قتل في
بلدة الحولة بمحافظة حمص، بينما تعرضت قرية معرشمارين بريف المعرة الشرقي
في
إدلب للقصف بطائرات مروحية تابعة للجيش النظامي.
|
جمال قاسم اتهم مسلحين بارتكاب مجزرة الحولة (الجزيرة) |
وأظهرت صور نشرت على الإنترنت قصفا جديدا لبلدة الحولة بعد
خروج المراقبين الدوليين منها، ويأتي ذلك بعدما شهدت البلدة قصفا مكثفا من
قبل الجيش النظامي أودى بحياة عشرات المدنيين وأثار استنكارا دوليا واسعا.
وفي هذا الصدد قال رئيس لجنة التحقيق الرسمية السورية في
مجزرة الحولة جمال قاسم "إن نتائج التحقيق الأولية تؤكد أن العائلات التي
قتلت في الحولة كانت كلها عائلات مسالمة لم تشارك في الثورة على النظام".
وأضاف "لقد استهدفت هذه العائلات خلال هجوم شارك فيه حوالي
800 مسلح على نقاط وجود قوات حفظ النظام، ولم تظهر على الجثث آثار القصف بل
طلقات نارية".
وكان ناجون من مجزرة الحولة في حمص قد أكدوا في وقت سابق أن قوات النظام السوري وعناصر الشبيحة هم من قاموا بارتكاب المجزرة.
إضراب ومظاهرات
في
هذه الأثناء استمر الإضراب العام في أسواق العاصمة دمشق وبعض مناطق حلب
وريفها، وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن الإضراب استمر أمس لليوم الرابع
على التوالي ردا على "مجازر النظام" في الحولة.
وأشار المجلس إلى أن قوات الأمن والشبيحة يحاولون فك الإضراب
ويهجمون على المحال التجارية ويحطمون بعضها، كما تم اعتقال أربعة تجار في
سوق الزاهرة بسبب إضرابهم.
كما ذكر المجلس أن 16 مظاهرة خرجت في أحياء الزاهرة،
والميدان، وجوبر، ونهر عيشة، والصناعة، وبرزة، وركن الدين، وقبر عاتكة،
وباب سريجة، والشاغور، والحجر الأسود والقابون، وطالب المشاركون فيها
بإسقاط نظام الأسد ونددوا بمجازر الحولة.
|
المجلس الوطني السوري طالب بزيادة عدد المراقبين الدوليين (الأوروبية-أرشيف) |
زيادة المراقبين
من جهة أخرى طلب المجلس الوطني السوري المعارض من الموفد الدولي العربي
كوفي أنان العمل على زيادة عدد المراقبين الدوليين الذين يبلغ عددهم 300، وإقامة نقاط ثابتة لهم في سوريا.
ودعا المجلس الوطني في بيان له أمس أنان إلى "رفع عدد
المراقبين من 300 إلى ثلاثة آلاف، مع إقامة نقاط تواجد ثابتة لهم في
المناطق الساخنة التي تشهد عادة عمليات قصف وهجمات متواصلة من قبل مليشيات
النظام وكتائبه المسلحة".
كما طالب أنان "بتضمين الفريق الأممي عددا من المحققين
الجنائيين بغرض توثيق ومتابعة الجرائم التي يقوم بها النظام، مثلما حصل في
مجزرتي الحولة (25/5)، وحماة (27/5)، حيث قتل النظام قرابة 160 مدنيا بينهم
65 من الأطفال والنساء".
وحث المجلس أنان على "زيادة فعالية المراقبة الدولية للمناطق
المستهدفة من قبل النظام" مثل حمص والرستن والحولة وحماة وجبل الزاوية وريف
دمشق، حيث "يتم استخدام المدفعية والدبابات في قصف المناطق المدنية، مما
تسبب في سقوط مئات الضحايا، وتهجير أعداد كبيرة من المواطنين".