Admin Admin
عدد المساهمات : 367 نقاط : 14958 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/04/2012 العمر : 31 الموقع : فلسطين
| موضوع: حول ترجمة المصادر التاريخية اليهودية السبت 5 مايو - 3:21:56 | |
| د. محمد محمود أبو غدير رئيس قسم اللغة العبرية بجامعة الأزهر سابقاً مع بدء المجلس الأعلى للثقافة خطوات تنفيذ مشروع الألف كتاب الثانية التي يعتزم إصدارها بعد أن انتهى من إصدار الألف كتاب الأولى بات من الواجب ، وكما ذكر الأستاذ الدكتور/ جابر عصفور في صدد حديثه عن سلبيات حركة الترجمة المعاصرة تحقيق التوازن من المعارف الإنسانية في المجالات العلمية والفنية والفكرية والإبداعية ، بحيث لا تركز على الترجمة في مجال معين ، بينما تظل بقية المجالات بعيدة عن دائرة الاهتمام (1) . ومن المجالات التي يجب أن يولي المجلس الأعلى للثقافة اهتمامه بها ، باعتباره واحدا من المؤسسات الكبرى في عالمنا العربي في مجال الترجمة إلى اللغة العربية من لغات العالم المختلفة التوسع في ترجمة المصادر التاريخية من اللغات الشرقية المختلفة إلى لغتنا العربية.. حقا صدر عن المجلس عدد غير قليل من الكتب المترجمة من اللغات الشرقية إلى اللغة العربية ، ولكن تتراجع أعداد الكتب التي تتصل بترجمة المصادر التاريخية الشرقية ،ويبدو ذلك في أوضح صوره في ترجمة المصادر التاريخية في العبرية إلى العربية حيث لم يصدر عنه سوى كتاب واحد ، وهو تاريخ يهود مصر في الفترة العثمانية (1517 - 1914) من تحرير الدكتور يعقوب لانداو وترجمة د/أحمد عبد اللطيف حماد ودكتور جمال الرفاعي وراجعه وقدم له د/محمد خليفة حسن وصدر في عام 2000 حاملا الرقم 199 من بين إصدارات المجلس. وصدر عن مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة كتابان في ترجمة المصادر التاريخية اليهودية ، وهما كتاب الحساب القومي لمؤلفه بوعز عفرون ، وقام بترجمته د/ محمد أبو غدير ،وصدر في عام 1995 وقدم له د/ السباعي محمد السباعي ، والآخر هو كتاب الصهيونية الدينية (مدخل تاريخي) من تحرير د/انتيا شابيرا ، وترجمه د/محمد أبو غدير ، وقدم له د/محمد خليفة حسن وصدر فى عام 1998. كما قام الدكتور رشاد الشامي بترجمة كتاب " العبرانيون وبنو إسرائيل في العصور القديمة بين الرواية التوراتية والاكتشافات الأثرية " من تحرير د/إبراهام مالمات وصدر في عام 2001 عن المكتب المصري لتوزيع المطبوعات. لقد أوردنا في الأسطر السابقة أسماء الكتب التي تتناول المصادر التاريخية اليهودية ، والمكتوبة باللغة العربية ، وترجمت وصدرت عن مراكز بحثية مصرية حكومية أو خاصة ، ولم نشر إلى ما صدر عن دور نشر أو مؤسسات عربية ، والهدف من ذلك هو تحفيز الهمم نحو تفعيل حركة الترجمة من وإلى اللغة الغربية لسببين هامين: أولا: توافر أعداد من المترجمين المصريين الأكفاء القادرين على ترجمة كتب في المصادر التاريخية اليهودية باللغة العبرية إلى اللغة العربية. ثانيا: دخول إسرائيل منذ ثلاثة عقود تقريبا إلى حركة نشطة للمراجعة التاريخية اليهودية، وهى وإن تباينت توجهاتها إلا أنها تقوم بإعادة قراءة ودراسة الرواية التاريخية اليهودية المتوارثة ، وإعادة كتابتها من جديد على ضوء المكتشفات الأثرية الحديثة التي أسفرت عنها الحفريات المختلفة التي جرت في فلسطين منذ أواخر القرن التاسع عشر فصاعدا ، ثم شهدت طفرة كبيرة بعد احتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة في حرب 1967 ، ولازالت مستمرة حتى يومنا هذا ، وبخاصة في مدينة القدس. والملاحظ أن ثلاثة من الكتب الأربعة السابق الإشارة إليها ، وهى تاريخ يهود مصر والحساب القومي والصهيونية الدينية هي ثمرة لجهود مفكرين ومؤرخين يقبلون الرواية التاريخية اليهودية المتوارثة بصورة عامة ، وكما برز ذلك بصورة خاصة في كتابي تاريخ يهود مصر والصهيونية الدينية ، أو يقبلونها بشيء من التحفظ والنقد مع طرح رؤى ومواقف جديدة تتعارض مع الرواية التاريخية المتداولة، كما هو الحال مع كتاب الحساب القومي والكتاب الرابع الذي قام بترجمته د/رشاد الشامي يستند أساسا على الاكتشافات الأثرية الحديثة ، والتي دحضت أو تباينت مع العديد من المواقف والتوجهات المتوارثة. والجدير بالذكر أنه عند التصدي لترجمة كتب تتصل بالمصادر التاريخية اليهودية بمختلف توجهاتها فإن المبادرة الذاتية للمترجم هي الدافع الأساسي لهذا العمل ، واختيار ما ترجم يتم بمعرفة المترجم، وعليه مع تدفق سيل من الدراسات والكتب الحديثة في إسرائيل ، والتي تعبر عن أفكار مدرسة المراجعة التاريخية الحديثة ، بمختف توجهاتها الداعمة منها للرواية التاريخية المتداولة أو الناقدة لها، باتت الحاجة ملحة إلى التحول إلى العمل الجماعي المنظومي ، والذي لا يمكن أن يتم إلا داخل مؤسسة كبرى مثل المجلس الأعلى للثقافة، خاصة وأن كتب التراث والمصادر التاريخية الكبرى لم تترجم بعد إلى اللغة العربية لضخامة حجمها ، وتعدد مجلدات كل مؤلف منها. كما أن هناك عديدا من التيارات التاريخية والفكرية اليهودية لم تترجم عنها نماذج تعكس توجهاتها التي تتباين في الكثير من المواقف مع المواقف والتوجهات اليهودية الأرثوذكسية المتعارف عليها، ومن هذه التيارات على سيبل المثال التيار الإصلاحي الذي يرفض العديد من المسلمات اليهودية ، والكتابات التاريخية المتوارثة. ومن أبرز ممثلي هذا التيار المؤرخ الإصلاحي الشهير دوف نوف مؤلف موسوعة تاريخ الشعب اليهودي ، والذي لازال يتعرض لهجوم من المؤرخين الآخرين من خارج التيار الإصلاحي. كما أن هناك العديد من التيارات الدينية الصوفية أنتجت العديد من الكتب التاريخية التى قدمت رؤى وتفسيرات تاريخية ودينية مغايرة للخطاب اليهودي المتوارث أو الأرثوذكسي ، وناقدة للاتجاه النفعي الذي سيطر على فلسفة التاريخ اليهودي التي سيطرت على وجدان وأقلام أغلب الكتابات التاريخية اليهودية , وعلى امتداد قرون عديدة. بين كتاب العهد القديم والمراجعة التاريخية المعاصرة في إسرائيل يعتبر العهد القديم مرجعا أساسيا للتاريخ اليهودي ، وظل بمثابة المرجع الوحيد لهذا التاريخ حتى بداية القرن التاسع عشر، ولكن مع الطفرة الهائلة التي تمت في مجال الحفائر والمكتشفات الأثرية في فلسطين ، بل وفى أرجاء الشرق الأوسط حيث تواجدت الجماعات اليهودية، ومع النجاح في قراءة كتابات قديمة كانت طلاسم والغاز لسنوات طويلة ، كالكتابات المصرية القديمة والكتابات المسمارية في العراق وما جاورها ، والكنعانية المسمارية أيضا، أخذت الحقائق العلمية تزاحم المأثورات التاريخية الشعبية الواردة في العهد القديم، وساعد على ذلك نزعة تحرر من سلطان الكهنوت وسيادة الكنيسة ، وازدهار القوميات السياسية في أوروبا الحديثة ، وتفجر الثورة الصناعية والعلمية والاقتصادية (2). والملاحظ أن بعض أسفار العهد القديم ، وبخاصة الأسفار التاريخية منها لا تحوى تاريخيا فقط ، بل نجد فيها نوعين من فلسفة التاريخ ذات التوجهات المصلحية ، ذلك أنها أول ما دون من جهود بذلها الإنسان ؛ ليؤلف من الأحداث الماضية التي لا عداد لها وحدة متناسقة من خلال البحث عما يسري فيها من وحدة في الغرض ، ومن مغزى ومن تتابع العلة والمعلوم على نحو ما، ومن إيضاح لحاضر الأشياء ومستقبلها. بل إن الأسفار التاريخية في العهد القديم ، وبعض أسفار الأنبياء التي تتحدث عن معلومات تاريخية تتصل بالإسرائيليين القدامى ، وبغيرهم من الشعوب الأخرى تحاول رسم مسيرة الأحداث وفقا لمفاهيم تاريخية معينة ، ورؤى فلسفية للتاريخ الإسرائيلي العام ، وللصراع الذي تفجر بين الإسرائيليين القدامى وبين غيرهم من شعوب المنطقة ، وبما يخدم الهدف العام لهم (3). ولكن إذا كانت هذه الرؤى والمواقف قد تناسب ظروف ولَّت من العالم فإن تنامي حركة المراجعة التاريخية المعاصرة في إسرائيل هي ثمرة للتطورات السياسية التي شهدها العالم في العقود القليلة الماضية ، والتي وصلت إلى ذروتها بتفسخ الاتحاد السوفيتي سابقا ، وتفرد الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم. وعلى المستوى الإقليمي والإسرائيلي الداخلي برزت تحولات كبيرة جاءت متوازية مع التحولات الدولية التي أشرنا إليها ، والتي من أبرزها تراجع المد القومي العربي ، ونجاح إسرائيل في ترسيخ علاقاتها مع الولايات المتحدة بمعدلات غير مسبوقة ، وتوسيع مجال تعاملاتها الدولية ؛ لتشمل دولا كانت تربطها بالعرب علاقات تاريخية راسخة ، مثل الصين والهند وروسيا الحالية ، وتقاربها مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ، وبروز دورها كطرف أساسي في الشرق أوسطية الجديدة ، والسعي إلى تغيير خريطة العالم ، وإزالة الحدود بين الدول لكي تعم العولمة الغربية ، وتنتشر فى أرجائه. في مثل هذا الوضع لم يعد مجرد الاستناد على رواية تاريخية أو أسطورية دينية كافيا لإقناع الكثيرين بقبول الرواية التاريخية ، كما تجملها وتعبر عنها المصادر التاريخية اليهودية المتوارثة. هكذا أخذت تظهر داخل إسرائيل ومنذ السبعينيات من القرن الماضي علامات استفهام عديدة حول العديد من الأسس التي تستند عليها الرواية التاريخية المتوارثة ، لتبرير وجود حق يهودي تاريخي قديم في فلسطين ، وارتباط ذلك بماض قديم مشترك ، وبروابط تاريخية وجغرافية يهودية قديمة بالمنطقة. بل أخذت تظهر العديد من الدراسات الأكاديمية التي تحلل البنية التاريخية والدينية لليهود ، وتحلل مدى ارتباط ذلك بجذور تاريخية بفلسطين ، رؤية يشعيا هولايبوفتس: من أبرز الكتب التى ظهرت فى إسرائيل فى عام 1975 وتناولت بالدراسة مدى ارتباط الواقع الإسرائيلى الحالى بماض قديم ، وبأسس تاريخية قديمة هو كتاب المفكر الإسرائيلى يشعياهو لايبوفتس (1903 - 1944) وحمل عنوان اليهودية - شعب يهودى ودولة إسرائيل ـ وخلص الكتاب إلى تأكيد ضعف العديد من الروابط التى تربط الواقع الإسرائيلى الحالى بما يسمى بتاريخ إسرائيلى قديم فى فلسطين، وفى عام 1992 صدر فى إسرائيل كتاب تحت عنوان "شعب أرض ودولة" إعداد الكاتبة والمؤرخة أورنا ليفي ، والكتاب عبارة عن لقاءات فكرية هامة أجراها عدد من المفكرين والمؤرخين الإسرائيليين مع يشيعاهو لايبوفتس ، حيث كرر خلالها مواقفه السابقة ، مؤكدا عدم وجود تواصل واستمرارية لوجود يهودى قديم فى فلسطين، بل ورفض ربط النوازع القومية والوطنية بما يسمى بوعد إلهى تاريخي. رؤية بوعز عفرون: تناول بوعز عفرون فى كتابه الذى سبق الإشارة إليه ، وهو الحساب القومي الذى ظهرت أول طبعة عبرية له عام 1988 ، وظهرت الترجمة العربية له فى مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة عام 1995، قضية الادعاء القائل بأن اليهود كانوا يشكلون جماعة إقليمية تحولت إلى جماعة غير إقليمية ، وإلى أن طردت من فلسطين ، فيقول : إن محاولة وصف اليهود بأنهم جماعة إقليمية ، تحولت إلى جماعة أو أمة لا تنتمى لإقليم نتيجة فقدان الأرض ، وأنهم سعوا دائما للعودة إلى فلسطين، لا تتطابق مع الحقائق القائلة بأن غالبية اليهود لم يحاولوا على الإطلاق التجمع فى أى أرض ، سواء فى فلسطين أو فى أى بلاد أخرى . حتى عندما توافرت لهم الفرصة لذلك ، وأكد عفرون أيضا رفضه لمقولة أن شعبا يهوديا تبلور فى فلسطين فى الماضى القديم ، مؤكدا أن الشعب اليهودى لم يبلور تاريخيا على أرض فلسطين التاريخية ، بل ظهر إلى الوجود فى الشتات ، وفى خارج فلسطين بالذات ، حيث إن صورته الروحية والثقافية، أى هويته اليهودية نشأت فى بلاد النهرين خلال السبى البابلي ، أو فى أرجاء الإمبراطورية الرومانية ، أو فى أوروبا خلال العصور الوسطى (4). المؤخرون الجدد فى إسرائيل ومرحلة ما بعد الصهيونية : ارتبط ظهور مدرسة المؤرخين الجدد فى إسرائيل بتغيرات وتطورات شهدتها الساحة الإسرائيلية منذ منتصف السبعينيات بصعود الليكود إلى السلطة للمرة الأولى فى عام 1977، وتبنيه سياسات ومواقف تختلف عن تلك التى طبقت فى إسرائيل منذ قيامها , وتعكس فكر وتوجهات اليسار الصهيونى العملي، وحدد أحد أبناء هذه المدرسة وهو المؤرخ والمفكر أورى رام الأرضية الفكرية لفكر المؤرخين الجدد حين ذكر بأنه برزت فى السبعينيات اتجاهات فكرية عرضت نفسها كبديل لليهودية القومية الصهيونية ، التى ظلت مهيمنة حتى آخر السبعينيات بهدف إحداث تغير جوهري فى الهوية الإسرائيلية ،وفى الوعى التاريخى الإسرائيلى ، فيما أطلق عليه البعض اسم الصهيونية الجديدة ، وهو اتجاه يؤكد على مفهوم أرض إسرائيل فى مواجهة مفهوم دولة إسرائيل ، وعلى مفهوم المجتمع الإسرائيلي ، وعلى الانتماء العرقى فى مواجهة الانتماء المدني. وبعد ذلك وبدءا من أوائل الثمانينات ظهر ما اصطلح على تسميته بـما بعد الصهيونية ، وهو اتجاه يؤكد على حق الفرد فى مواجهة الولاء الجمعي ، وعلى مفهوم التطبيع فى مواجهة مفهوم التميز ، وعلى التركيز على المستقبل فى مواجهة الاغراق فى الماضى (5). وأضفى المفكر والفيلسوف اليعزر شفايد بعدا فلسفيا اجتماعيا على ظاهرة ما بعد الصهيونية ، والتى تجسدها كتابات المؤرخين الجدد بقوله : ليس من الصعوبة الوقوف على المغزى الحقيقى للإيديولوجيات الخاصة بمدرسة ما بعد الصهيونية ، وعلى أفكار المؤرخين الجدد، فلقد تبنت حكومات إسرائيل اليسارية واليمينية خلال الثمانينات مواقف اجتماعية واقتصادية وسياسية أدت إلى ظهور ما بعد الصهيونية ، وإلى تلاشى الفروق الواسعة بين أفكار اليمين وأفكار اليسار فى المجالات الاجتماعية والاقتصادية، وإلى تعمق واتساع الفجوة بين الفقراء والأثرياء، وإلى تبني المجتمع الإسرائيلى توجهات تقوم على تطبيق سياسات العنف ضد العرب . وقد تسلل هذا التطور إلى الجهاز الثقافى والتعليمي فى إسرائيل ، ودفعه إلى التخلي عن نمط الهوية الثقافية اليهودية والإنسانية العامة ، وأفرغ المناهج الدراسية من أية أنماط تتحدث عن التعاطف القومي ، ومن هنا يرى شافيد أن ما بعد الصهيونية هو اتجاه حاول أن يقدم نفسه كمبرر أخلاقى فلسفي ، وكرد فعل لمسيرة التفسخ على المستوى الإيديولوجي ، وعلى مستوى المسيرة السياسية التشريعية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية، وأن هذا هو المؤشر والمبشر بانهيار الهوية الثقافية السياسية لإسرائيل كدولة صهيونية يهودية ، ومؤشرا لانهيار البنية الأساسية المطلوبة لاستيعاب المهاجرين الجدد ، ولتعميق مسيرة الذوبان اليهودي فى غير اليهود ، وهو ما سعت الحركة الصهيونية إلى منع حدوثه ، ومن هنا يصل شافيد إلى الاستنتاج القائل بأن ما بعد الصهيونية هى المبشر بنهاية الدولة ، وانهيارها من الداخل (6). على ضوء ما ذكر يستدل أن ترجمة المصادر والكتابات التاريخية اليهودية القديمة منها والحديثة إلى اللغة العربية ، والتى يجب أن تتم ضمن منظومة عمل مؤسساتية ، تستغل قدرات مصر البشرية على ترجمة هذه الكتابات ، يجب أن تكون جزءا من خطة عامة تعمل على اختيار ما يترجم من كتب تمثل كافة التوجهات الإيديولوجية والفردية والسياسية فى إسرائيل، فليس كل الرافضين لتوجهات المدرسة الصهيونية التقليدية يؤيدون المواقف العربية كما ظن البعض حين ظهرت مدرسة المؤرخين الجدد. ولكن إذا كان تاريخ المنطقة قد استند أساسا على ما ورد فى العهد القديم فلا يجب أن نقف مكتوفى الأيدى فى مواجهة إعادة كتابة الرواية التاريخية اليهودية للمنطقة ، مهما تعددت رؤاها ومواقفها، وعلينا أن نتابع باهتمام سيل الكتابات التاريخية الحديثة وترجمتها إلى العربية ، وانتقاء ما يخدم قضايانا منها ، خاصة تلك التى سطرتها أقلام مفكرين ومؤرخين يهود لم يسيروا فى ركاب القافلة الفكرية اليهودية التقليدية، وهذا عمل لا يجب أن يكون قاصرا على النشاط الفردى القائم الآن فى عالمنا العربى ، بل يجب أن يتم وفق منظومة عمل متكاملة ، تشرف عليها إحدى المؤسسات المصرية الكبرى ، وليس هناك ما يمكنه للقيام بذلك سوى المجلس الأعلى للثقافة، وأرجو أن تتضمن خطة ترجمة الألف كتاب الثانية للمجلس اختيار بعض الكتابات التاريخية اليهودية القديمة والحديثة والمتواجدة فى أيدينا وترجمتها ، حيث يمكن أن تعم فائدتها الجميع ، وبخاصة فى أقسام التاريخ والفلسفة فى الجامعات المصرية ، بل وتخدم القارئ العربى عامة. الهوامش: 1- د. جابر عصفور: سلبيات حركة الترجمة المعاصرة , مجلس الألسن للترجمة، العدد الأول يونيو 2001 ص 59. 2- د. حسن ظاظا: الفكر الدينى الإسرائيلى - أطواره ومذاهبه، معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة 1971 ص 9. 3- د. محمد خليفة حسن: علاقة الإسلام باليهودية رؤية إسلامية فى مصادر التوراة الحالية - دار الثقافة للنشر والتوزيع - القاهرة 1986 ص 13. 4- بوعز عفرون الحساب القومي ، ترجمة محمد أبو غدير صدر عن مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة 1995، ص 218 وانظر أيضا: محمد أبو غدير الاتجاه النفعى فى فلسفة التاريخ اليهودي مجلة الدراسات الشرقية العدد السادس عشر يناير 1996، وإسرائيل ما بعد الصهيونية، رسالة المشرق المجلد الرابع 1995. 5- أورى رام صوت إسرائيل وأصوات أخرى : نظرة اجتماعية على الحوار بين المؤرخين، صحيفة دافار 3/3/1995. 6- د. اليعزر شفايد: الصهيونية وما بعد الصهيونية دافار 24/6/1994. المصدر : مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية | |
|