منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الدفاع عن التاريخ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكهانة في مصر القديمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 367
نقاط : 14385
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/04/2012
العمر : 31
الموقع : فلسطين

الكهانة في مصر القديمة Empty
مُساهمةموضوع: الكهانة في مصر القديمة   الكهانة في مصر القديمة Icon_minitimeالخميس 3 مايو - 3:43:52





لما
كان الفرعون -بوصفه ملكاً على مصر- ابناً وخليفة للأرباب، يقدم لهم
القرابين باعتبارهم أسلافاً له، كما كان كأى فرد عادى يقدم قرابينه لأرواح
أجداده، فمن ثم كان هو الكاهن الأول لكل معبود فى البلاد، وبالتالى كان
عليه أن يقوم بالطقوس الواجبة نحو المعبودات كافة
.
وقد كان من المستحيل على ملك مصر -بعد أن أصبحت مصر مملكة موحدة- أن يكون
هو الإمام الفعلى فى إقامة الطقوس، لكنه احتفظ بهذه الإمامة إسمياً فقط،
وبقيت له صورها مرسومة على المعابد. فكثيراً ما نجد الملك مصوراً فى النقوش
والمناظر وهو يقوم بالشعائر وطقوس التقدمة للمعبودات والأرباب داخل
المعبد.
أما من الناحية العملية فإن الملك نزل عن هذه الإمامة لمتخصصين انتدبهم
ليقوموا بها بدلاً عنه، أو كان ينيب عنه أولاده أو أحد الأمراء من أسرته،
أو أحد خلفائه من رجال البلاط. وقد كان أمثال هؤلاء بمثابة نواب الفرعون فى
أمور الدين، وهذه النيابة الدائمة تتمثل فى منصب (كبير الكهنة).
أى أن الكهنة كانوا منوبين عن السلطة الملكية المؤلَّهة، وقد جاء فى أحد
فصول الشعائر المقدسة على لسان كاهن: (إن الأرباب قد أعدوا لى السبيل، وأن
الملك هو الذى يرسلنى لاجتلاء طلعة المعبود). أى أن الملك هو الذى كان يعين
الكهنة الذين كانوا عادة ما يُختارون من أسمى درجات المجتمع، بل من الدم
الملكى أحياناً .
وقد كانت السلطة التى حظى بها هؤلاء الكهنة لدى الشعب تعتمد فى جوهرها على
أنهم كانوا يعتبرون حماة للأشياء المقدسة، وبهذا لم يكن لهم أن يسمحوا
بإدخال أى تغيير، وخاصة على المظاهر الشكلية للصلاة، وهى التى كان الشعب
يراها.
وقد ظل الكهنة يحافظون على معتقدات شعبهم طوال آلاف السنين، كما حرصوا على
الإبقاء على ما وصل إليهم من أجدادهم. وكان من الطبيعى على شعب زراعى مثل
الشعب المصرى أن يتمسك بكل هذه العقائد، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها
من دقائق بسيطة مختلفة لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة فى عالم
الكهنوت







[size=21]شروط الكهانة، والتزام الكهنوت


كان
المعبد المصرى القديم هو المقر الأرضى الذى يُحتَفظ فيه بالتمثال الذى
ارتجاه الرب المعبود ليرعى منه هذا العالم. وكان الكهنة هم خدم هذا المعبود
المقيم فى المعبد فى صورة تمثاله. ونظراً لارتباطهم بالمعبودات، ودخولهم
الحرم المقدس للمعبود، فقد اشترط القوم أن تتوافر فيهم شروط أولية، أهمها
الطهارة المادية. وفيما يلى أهم هذه الاشتراطات أو الواجبات، أو قل الفروض
اللازمة.



الطهارة المادية


كان
الشئ الأول الذى يُطلب من كل كاهن، وكذلك من كل من يقترب من الأشياء
المقدسة، هو وجوب الطهارة. ونقرأ مثلاً فى بئر يرجع إلى الدولة القديمة ما
يلى: (كل من يدخل هنا يجب أن يكون نقياً، وعليه أن يتطهر كما يتطهر عند
معبد الرب الكبير).

وكذلك
نرى فى الدولة الحديثة بعض الأتقياء وهم يهدون إلى المعبد أحواضاً كانت
تستخدم للتطهير من غير شك، وذلك لكى تكون أيدى الكنهة مطهرة .



ولما
كانت الطهارة من أهم صفات الكهنة، فقد أطلق على أكثر طوائفهم انتشاراً
المسمى "وعـب" ، والذى يعنى (الكاهن المُطهَّر)؛ ومن الاسم نجد أن أول
علامة تمثل إناء ينسكب منه الماء، فى إشارة إلى الطهارة، والتى لها أشكال
عديدة.

الاغتسـال


ذكر
"هيردوت" فى الفقرة (37) عن الكهنة: "إنهم يغتسلون بالماء البارد مرتين فى
النهار، ومرتين فى الليل" . وغالباً ما كان الاغتسال يتم فى البحيرات
المقدسة الملحقة بالمعابد.



رمزية طقسة الاغتسال أو الطهارة


الماء
فى الفكر الدينى المصرى هو العنصر الأول الذى خرجت منه الحياة، وفيه تختفى
الشمس عند الغروب لتستمد منه نشاطاً جديداً يمنحها يوماً جديداً كله شباب
وحيوية.

ولذلك نرى فى
بعض النقوش -التى تصور منظر التطهير- أن المصريين كثيراً ما كانوا
يستبدلون لون صورة الماء الذى ينساب من إناء بسلسلة تتكون حلقاتها من الرمز
الذى يصور الحياة (anx) عند المصريين؛ أى أن اغتسال الكهنة كان يملؤهم
حياةً جديدة تمكنهم من القيام بخدمتهم اليومية فى غير كلل.



وكان على الكاهن أن يغسل فمه بقليل من مذاب ملح النطرون قبل أن يطأ المكان المقدس، وذلك حتى لا تخرج من فمه رائحة كريهة.


وهناك ضروب أخرى من الطهارة المادية ذكرها لنا "هيردوت" فى الفصل (37)، مثل:
حلق الشعر


إذ يذكر: "وكل يومين يحلق الكهنة أجسامهم بأكملها حتى لا يتوالد بها القمل أو غيره من الحشرات أثناء قيامهم بخدمة الإله".




الختان


"وهم يمارسون الختان حباً فى النظافة، لأنهم يفضلون النظافة على حسن المنظر". بينما لم يكن يلزم على عامة الشعب ذلك.


- عدم الاتصال الجنسى أيام الاعتكاف فى المعبد


حيث
يذكر "هيردوت" فى الفصل (64): "فقد كان المصريون أول من راعى السُّنة التى
تحرِّم مجامعة النساء فى المعابد، كما تحرِّم دخولها بعد الجماع دون
اغتسال. وسائر الشعوب -فيما عدا المصريين واليونانيين- يجامعون النساء فى
المعابد، ويدخلونها بعد الجماع دون اغتسال، إذ يعتقدون أن شأن الإنسان فى
ذلك شأن سائر الحيوان".



زى الكهنة


ولم
يكن الكهنة يرتدون غير ثياب من الكتان، وكانوا يحرمون على أنفسهم بعض
الأقمشة كالصوف أو الجلد الذى كان يؤخذ من كائنات حية تصيب لابسها
بالقذارة. وقد ذكر "هيردوت" فى ذلك: "ويلبسون ثياباً من الكتان يهتمون
دائماً أن تكون حديثة الغسيل". ويذكر أيضاً: "ويلبس الكهنة ثياباً من
الكتان فقط، وأحذية من البردى، وغير ذلك من الملابس والأحذية محظورٌ عليهم
لبسهـا إلا قليلاً". وقد كان زى الكهان على مر العصور ثابتاً، ولم يكن يميز
هذا الزى إلا بعض التفاصيل التى تحدد وظيفة كل كاهن، كالوشاح الذى يتشح به
الكاهن المرتل. فأما الكهنة المتخصصون، وكذلك كبار الكهنة، فكان من حقهم
أن يخالفوا ذلك.



فالكاهن
المسمى (sm) أو (stm)، كان يرتدى جلد الفهد، على حين كان كهنة "عين شمس"
يحملون رداء جلد فهد مزخرف بحليات على هيئة نجوم. كما كان كبير كهنة "منف"
يحمل قلادة ذات شكل خاص، ويزين رأسه بذؤابة مضفورة تنحدر على السالفة. وعلى
أية حال، فإن هذا الزى كان يزيدهم وقاراً وهيبة. وقد كانت النعال المصنوعة
من البردى من أزياء الكهنة الذين عاشوا وسط شعب كان يمشى بمحض اختياره
حافى القدمين، كما أن النصوص المصرية قد وضعت النعال البيضاء ضمن لباس
الكهنة. كما كان لزاماً على من يلتحق بالكهنوت أن يتعلم العلوم اللاهوتية
للقيام بواجباته، وكان عليه أن يقضى فترة فى التدريب على طقوس العبادة
الصارمة. وهذا إلى جانب ضرورة توافر شروط ثلاثة أساسية أقرها المؤرخون لكى
يحق للفرد أن يلتحق بسلك الكهنوت، وهى: الوراثة، والترشيح، وشراء الوظائف.





طقسة التطهير الملكى


تتضح
تلك الطقسة من خلال صب الماء المقدس أعلى رأس الملك. وقد ارتبطت هذه
الطقسة بكلمات تعبر عن معنى الحياة. ومن تلك المناظر التى توضح هذه الطقسة
منظر للملك "تحتمس الثالث" واقفاً، بينما ينصب على رأسه الماء، والذى يوحى
بالحياة، ويقوم بصبها معبود واقف على أحد جانبيه. وفى بعض النصوص التى حفظت
لنا من عصر الدولة الحديثة، والتى توضح ما كان يتلوه الأرباب من كلمات:
"كن طاهراً مع قرينك (كائِكَ)، الشرف العظيم لملك مصر العليا والسفلى، لك
الحياة".



[b][


طقسة التطهيرمن مقبرة سن نجم. بدير المدينة

ويعتقد "جاردنر" أن هذه الطقسة كانت جزءاً من الخدمة اليومية الخاصة
بالمعبد. ولقد أعطى كل من "أوتو" (Otto) و"كيس" (Kees) تفسيراً لهذه الطقسة
بناء على ما جاء فى "نصوص الأهرام" (Pyr. 28; 27-29; 36; 53)، وتذكر إحدى
هذه الفقرات: (إن البخور هو بخور "حورس"، وبخور "ست"، وبخور "ﭽحوتى"، وبخور
"دون عنوى"؟). وبمقارنة الفقرة بأحد نصوص الأسرة الثامنة عشرة نجد أن هذه
المعبودات قد ظهرت مرتبطة بالطقسة. وكدلالة على اختصاصهم بها، يذكر نص -على
أحد تماثيل المتوفى- فى فتح الفم: (طهارتك هى طهارة "حـور"، طهارتك هى
طهارة "سـت"، طهارتك هى طهارة "ﭽحـوتى"، طهارتك هى طهارة "حـور"، "دون
عنـوى")
ولم يكن الكهنة يرتدون غير ثياب من الكتان، وكانوا يحرمون على أنفسهم بعض
الأقمشة كالصوف أو الجلد الذى كان يؤخذ من كائنات حية تصيب لابسها
بالقذارة. وقد ذكر "هيردوت" فى ذلك: "ويلبسون ثياباً من الكتان يهتمون
دائماً أن تكون حديثة الغسيل". ويذكر أيضاً: "ويلبس الكهنة ثياباً من
الكتان فقط، وأحذية من البردى، وغير ذلك من الملابس والأحذية محظورٌ عليهم
لبسهـا إلا قليلاً".


[]
جزء من بردية تصور كتاب الموتى ويتضح بها الكهنة وزيهم وهم يؤدون طقسه فتح الفم


وقد كان زى الكهان على مر العصور ثابتاً، ولم يكن يميز هذا الزى إلا بعض
التفاصيل التى تحدد وظيفة كل كاهن، كالوشاح الذى يتشح به الكاهن المرتل.
فأما الكهنة المتخصصون، وكذلك كبار الكهنة، فكان من حقهم أن يخالفوا ذلك.
فالكاهن المسمى (sm) أو (stm)، كان يرتدى جلد الفهد، على حين كان كهنة "عين
شمس" يحملون رداء جلد فهد مزخرف بحليات على هيئة نجوم. كما كان كبير كهنة
"منف" يحمل قلادة ذات شكل خاص، ويزين رأسه بذؤابة مضفورة تنحدر على
السالفة. وعلى أية حال، فإن هذا الزى كان يزيدهم وقاراً وهيبة. وقد كانت
النعال المصنوعة من البردى من أزياء الكهنة الذين عاشوا وسط شعب كان يمشى
بمحض اختياره حافى القدمين، كما أن النصوص المصرية قد وضعت النعال البيضاء
ضمن لباس الكهنة .
كما كان لزاماً على من يلتحق بالكهنوت أن يتعلم العلوم اللاهوتية للقيام
بواجباته، وكان عليه أن يقضى فترة فى التدريب على طقوس العبادة الصارمة.
وهذا إلى جانب ضرورة توافر شروط ثلاثة أساسية أقرها المؤرخون لكى يحق للفرد
أن يلتحق بسلك الكهنوت، وهى: الوراثة، والترشيح، وشراء الوظائف.







وراثة الكهنوتية


حتمت الظروف الطبيعية أن يكون شرف إدارة المعبد -منذ أقدم العصور- من حق
الأسرات الكبيرة القديمة. وكان المنصب الدينى فى الدولة الوسطى كذلك
وراثياً فى عائلات معينة. وما دام الكاهن قد ورث وظيفته عن أبيه الذى كان
كاهناً فى المعبد، فإنه يستطيع عمل التقدمات، وأداء كل الاحتفالات.

وقد ذكر "هيردوت" فى الفصل (137) أنه: "عندما يموت أحدهم، يتم تنصيب ابنه
محله". وقد كانت من أعز الأمنيات عند المصريين القدماء أن يروا الابن وهو
يمتهن مهنة أبيه؛ ولهذا تذكر النصوص عدة أمثلة لأسرات حقيقية من الكهنة.
وإن بدا أن حقوق الوراثة لم تكن قاعدة عامة، ولكن بمثابة تقليد متبع. وقد
عثر على وصايا من الدولة القديمة يطلب فيها الكاهن أن تؤول وظيفته إلى وريث
يحدده بنفسه. وكان الرجل يزعم أحقيته فى وظيفة كهانة معبد بقوله أنه كان
ابناً لكاهن هذا المعبود.
وهناك فى العصر المتأخر تعرض لنا سلسلة أنساب أصحابها، ويذكر بعضهم أن
أسلافه -حتى الجيل السابع عشر- كانوا من كهنة معبود بعينه، وذلك مثلما حدث
فى بداية الأسرة الثانية والعشرين، حيث أن عائلة "شاشنق" -والتى يُعتقد
أنها أسرة ليبية- كان أفرادها يندمجون بين كهنة رب "إهناسيا"، وهو المعبود
"حرى شا.ف".
ولكن هناك أمراً لا يمكن إغفاله فى هذا الصدد، وهو أن فضل الملك فى هذا
الأمر كان لابد وأن يكون واضحاً؛ وذلك لأنه بهذا الفضل يستطيع الابن أن يحل
محل أبيه. وهكذا عندما أراد الملك "بسماتيك الأول" (الأسرة السادسة
والعشرين) أن يكافئ "بيتزيس" بسبب خدمته الجليلة، فقد منحه لقب (كاهن فى كل
المعابد)، والذى كان يحمله والده حين كان يشغل هذه الوظيفة، مع أن
"بيتزيس" لم يكن حتى ذلك الوقت قد مارس الكهانة.



الترشيح والتزكية
حينما كانت الوراثة تتعثر أو تُلغى، وحين يكون هناك مكان شاغر، كان كهان
المعبد يعقدون اجتماعاً يتفقون فيه على اختيار من أسعده الحظ بالانضمام إلى
زمرة طوائفهم المقدسة. أى أن المرء فى هذه الحالة كان يصبح كاهناً
بالترشيح ثم التزكية والمبايعة من جانب الكهنة الآخرين، ودون أن يكون من
أسرة الكهنة بالضرورة . وربما كان الكهنة يلجأون فى ذلك إلى وحى المعبود.



التعين بمرسوم ملكى

من المعروف أن الملك كان هو الذى يعين سائر الكهان، وأن اختيار الكهنة كان
من حق أو سلطة الملك وحده . غير أن واقع الأمر أن ذلك كان مقصوراً على
تعيين كبار رجال الدين وكبار الكهنة فى المعابد الكبرى. وهذا فضلاً عن
ترقية من يُعجب الملك بنشاطه وكفاءته من الكهان، وذلك كما حدث بالنسبة
للكاهن "نب وى" من أيام "تحتمس الثالث"، والذى رُقى إلى رتبة (رئيس كهنة
"أوزير")، ثم أصبح بعد ذلك -بسبب حظوته عند الفرعون- المتحدثَ الشخصى باسم
الملك فى معبد "أحمس الأول" فى "أبيدوس". أما تعيين صغار الكهنة فى المناصب
الأقل شأناً فكان متروكاً للوزير فى الأغلب.
ونلاحظ أن الملك "توت عنخ آمون" -عندما أراد أن يعيد تنظيم كهانة "آمون"
بعد اضطهادهم فى فترة "العمارنة"- قد اختار أعضاءها الجدد من بين طبقة
النبلاء التى لم تزل -فيما يرى- النخبة الممتازة فى البلاد. وهكذا جمع كهنة
من أبناء أعيان مدينتهم، وكل منهم ابن رجل بارز معروف الاسم .
وهذا فضلاً عن حق الملك فى أن ينقل أى كاهن من معبد إلى آخر، مثلما حدث على
أيام الملك "رعمسيس الثانى" عندما عين كبير كهنة "آمون" فى "طيبة" من بين
رجال معبد "أبيدوس". وقد جاء فى قرار التعيين:
هـا أنت من الآن كبير كهان "آمـون"، وسائر كنوزه وخزائن غلاله تحت يمينك،
أنت رئيس معبده، وكل خدمه تحت سلطانك. فأما معبد "حتحـور" فى "دنـدرة"
فسيئول إلى سلطان ابنـك، فضلاً عن وظائف آبائـك، والمراكـز الذى كنت تشغلها
أنت .

ومن ذلك نلاحظ بصفة عامة أن النفوذ الملكى لم يتدخل فى تعيين رجال الدين إلا فى حالتين محدودتين:
1- عندما يود الملك أن يكافئ أحد الكهنة أو أحد موظفيه، مثل حالة "نب وى"
فى عهد "تحتمس الثالث"، أو "بيتزيس" فى عهد "بسماتيك الثانى".
2- وعندما كان الملك يود -مدفوعاً بأغراض سياسية داخلية- أن يغير ميزان
القوى، وهذا ما حدث فى الدولة الحديثة خاصة نتيجة لتزايد نفوذ كهنة "آمون"
فى ذلك الوقت؛ ولهذا كان يختار رئيس كهنة "طيبة" من خارج إطار كهنة "آمون"
الأقوياء، ومثال ذلك ما حدث فى عهد "رعمسيس الثانى" .

وفيما عدا ذلك هناك قواعد يجب اتباعها، ولا يمكن تجاوزها. وكان الانخراط فى
سلك الكهنوت -مهما يكن من أمر- يخضع لإشراف حازم على الدوام.



شـراء الوظائف
كان
يكفى فى بعض الأحيان أن يكون المال كفيلاً بشراء وظيفة الكاهن ليستمتع
فيها بدون عناء. ونجد إشارات إلى ذلك فى العصور المتأخرة، فقد كان يتم
أحياناً بعد وفاة أحد الكهنة أن يُعرض منصبه للبيع بما يحقق موارد إضافية
للخزانة. وقد شاعت هذه الطريقة وأصبحت هى الطريقة المعتادة خلال الحكم
الرومانى فى مصر .



فئات وألقاب الكهنة




ويلاحظ
أن أكبر المعابد فى مصر كانت توجد فى "طيبة"، و"هليوبوليس"، و"منف"،
العواصم الدينية والسياسية للدولة عبر العصور المصرية القديمة، ومقر عبادة
المعبودات الرئيسية الرسمية للدولة. وكانت "طيبة" بالطبع متفوقة فى الدولة
الحديثة.



وقد
كان هناك ارتباط بين تزايد أهمية المعبد ومعبوده، وبين نفوذ الكهنة فيه؛
حيث أنه كلما ارتفعت أهمية المعبد، كلما ازداد معه أهمية ونفوذ الكهنة
الذين يخدمون فى هذا المعبد. وكان فى هذه المعابد الكبيرة أعداد كبيرة من
الكهنة، أما فيما عدا ذلك فقد شُغلت غالبية المعابد الأخرى بعدد متوسط من
الكهنة. فمثلاً نجد فى الدولة الوسطى معبد "أنوبيس" عند مدخل الفيوم (قرب
هرم "سنوسرت الثانى" باللاهون)، وقد كان عدد موظفى إدارة وكهنة هذا المعبد
حوالى خمسين شخصاً.



وعلى
أية حال، فقد كان النظام الإدارى فى المعبد يقتضى تنظيماً كهنوتياً
معينأً، أى أنه كانت هناك طبقات كهنة عليا، وطبقات دنيا، وطبقات كهنة
مساعدين، إلا أنه توجد صعوبة فى التفرقة الدقيقة بين كل هذه الطبقات، حيث:

1-
أن هذه الطبقات كانت دائماً بين مد وجزر؛ فمن الطبقات الكهنوتية ما كانت
تعتبر أحياناً من الطبقات العليا، وأحياناً أخرى من الطبقات الدنيا، ومثال
على ذلك طبقة الكهنة المطهرين (wab) الذين كان لهم شأن كبير فى الدولة
القديمة، أما بعد ذلك فقد أصبحوا فى أسفل السلم الكهنوتى.

2- أن ما وصل إلينا ليس بالقدر الكافى، لأن الطبقات المختلفة لرجال الدين لا يمكن ربط بعضها ببعض بأسلوب قياسى رتيب .


ومن بين الألقاب الكهنوتية






الكهانة في مصر القديمة Kahn%20elmaabod لقب "كاهن المعبود" (hm nTr)
وهو من أكثر طبقات الكهنة شيوعاً وانتشاراً ، ويترجم : (كاهن؛ كاهن أو خادم الإله).
وقد كان الكاهن الأكبر فى أى معبد يحمل اللقب (Hm nTr)، بخلاف ما يطلق عليه من ألقاب كهنوتية أخرى







الكهانة في مصر القديمة Abo%20elmaaboud لقب "أبو المعبود" (it-nTr)
وهو لقب متدوال، ويعتبر من الألقاب الغامضة، وربما يكون المراد منه تخصيص أرفع طبقات الكهنوت.






لقب "الكاهن المطهر" (wab)
ويُكتب بعدة صور وأشكال كتابية، منها:
[center]الكهانة في مصر القديمة Kahn%20mothr

الكهانة في مصر القديمة Kahn%20mothr2 ؛
أو اختصاراً بالعلامة الأيديوجرامية المعنوية:
الكهانة في مصر القديمة Kahn%20mothr3

.


ومهما
يكن من أمر كتابة هذا المسمى، فإن الثابت فيه هو ذلك الإناء الذى ينسكب
منه الماء إشارةً إلى الطهارة التى يجب أن تكون عليها هذه الطبقة من
الكهان.



والاسم
يعنى (المطهَّر، أو: المتطهر)، حيث أن هؤلاء يقتربون من القارب المقدس،
ومن تمثال المعبود. وقد كان من اختصاص هذا الكاهن فى الدولة القديمة التحقق
من زكاة حيوانات التضحية المذبوحة، إذ كان ينبغى ألا توضع قطع اللحم على
موائد القرابين إلا بعد أن يشم هذا الكاهن دم الذبيحة، ويعلن أنها زكية
ونظيفة.



وقد كان على رأس هذه الطائفة فى الدولة القديمة (رئيس الكهنة)، وكان لهم إدارة منفصلة تسمى
(wabt)




الكهانة في مصر القديمة Raaiss%20kahana


أى
بيت التطهير)، وهو المكان الذى كان يعتبر مزدوجاً، حيث كان يمثل الوجهين
القبلى والبحرى. وكل فرع منهما له مدير يسمى: (Imy-r wabt).

وقد كان هؤلاء الكهنة فى الأسرة الرابعة يُنتخبون من بين رجال القصر وعظماء
رجال الدين. وفى الأسرة الخامسة كان بعضهم ينتخب من كبار الموظفين . أما
بعد ذلك -فى الدولة القديمة أيضاً- فقد اعتبر كهنة الـ (wab) من الطبقات
الأقل شأناً فى التدرج الكهنوتى.


الكاهن المرتل (Xry- Hb)


الكهانة في مصر القديمة Kahn%20moratel







الكهانة في مصر القديمة Open


جزء من بردية كتاب الموتى تصور الكهنة يقومون بالطقوس الدينية "طقسة فتح الفم".المتحف البريطاني

وهناك صعوبة فى التفرقة الدقيقة بين هذه الطبقات، خاصة مع اختلاف المكانة
والأدوار المنوطة لكل طبقة من عصر إلى آخر وفقاً لعدد من العوامل الدينية
والسياسية والحضارية. وعلى ذلك يمكننا أن نرسم خطوطاً عريضة لطبقات الكهنة.
وكانت الخدمة الدينية تؤدى للمعبود بواسطة خادمه، وكان "الكاهن المرتل" الكهانة في مصر القديمة Kahn%20sa

المسمى (غِرى حبت) هو المسئول عن ترتيل التعاويذ والتلاوات.





وهو
الذى يرتل الدعوات والأناشيد فى الأعياد، وكانت أعمال هذا الكاهن تنحصر فى
تنظيم الاحتفالات الشعائرية، وترتيل الأناشيد الخاصة بالعبادة. ونشاهد هذه
الطائفة من الكهنة فى المناظر غالباً وهم يقرءون من ورق البردى الصيغَ
المناسبة لكل حفل دينى.

وكان يرأسهم رئيس يدعى
(رئيس الكهان المرتلين)، ولما كانت المعتقدات الدينية المصرية تعتقد بوجود
قوة سحرية مخبوءة فى هذه النصوص الدينية القديمة، فإن الناس كانوا يعتقدون
-على الأقل فى الدولة الحديثة - أن "الكاهن المرتل" كان ساحراً، وإن كانت
هذه القوى تُعزى بصفة خاصة إلى (الكاهن المرتل الأول للملك).



وعلى
أية حال، فهذه الألقاب هى الأكثر وروداً منذ أقدم العصور وحتى أحدثها؛ بيد
أنه من الخطأ الاعتقاد بأنها كانت ذات معنى واحد على مر العصور. فتبعاً
لتغير رجال الكهنوت كانت الفكرة التى ترتبط بهذه المسميات تتغير وتتبدل
أيضاً. فالكاهن فى عصر "رعمسيس الثانى" كان يشغل منصباً مغايراً للمركز
الذى كان يشغله فى عهد الملك "خوفـو".
امتيازات الكهنة




ويذهب
"هيردوت" أيضاً إلى أن الكهنة: (يتمتعون بامتيازات ليست بالقليلة، فهم لا
يستهلكون، ولا ينفقون شيئاً من ثرواتهم الخاصة، بل يُصنع لهم خبز مقدس،
ويصيب كل واحد منهم يومياً كمية كبيرة من لحم البقر والأوز، وتقدم لهم خمر
مصنوعة من العنب. وأكل السمك غير مباح لهم، ولا يبذر المصريون الفول فى
بلادهم أبداً، ولا يذوقون ما قد ينبت منه فجاً أو مطبوخاً، أما الكهنة فلا
يطيقون حتى رؤيته، ويعتقدون أنه بقل نجس".



ولكن
يبدو أن هناك مبالغة فى المحرمات على الكهنة من جانب "هيردوت" أو
الرحَّالة بعد ذلك، والذين لم يشاركوا "هيردوت" فى بعض ما قال. فالفول
مثلاً كان معروفاً فى مصر، والدليل على ذلك أن وُجدت حبوب الفول فى قبور
بعض المصريين، مما يشير إلى أن زراعته لم تكن محرمة كما يزعم "هيردوت".
وأما السمك فقد اختلفت الآراء حول تقديسه فى مصر، حيث تشير الوثائق
التاريخية الخاصة بأنصبة العمال من الغذاء إلى مقدار ما كان يُصرف لهم من
السمك . وقد اتخذت بعض الربات هيئة السمكة، مثل "حات محيت".

وعلى
أية حال، فقد تمتع الكهنة بامتيازات خاصة لم تتوافر لغيرهم من الموظفين.
ومن ذلك يتضح أن الكهنة كانوا يتوخون البساطة فى كافة مظاهر الحياة من طعام
ولباس، وكانوا يميلون إلى القناعة وخشونة العيش، والعدل والزهد. وبذلك لم
تكن الحياة الكهنوتية إذاً مجرد خدمة مادية بسيطة تلائم أى حالة ذهنية، بل
كانت مقدرة ذهنية مثالية تتركز فى أن يهب المرء لنفسه حرارة تجاه المعبود،
وفى الرعاية الدقيقة للاحتفالات والخدمات اليومية. وكانت الحياة والسعادة
والأمن فى يد الرب المعبود، والذى كان يهبها لمن يشاء من أتباعه المخلصين.

ومن
نصوص معبد "إدفو" ما يدل على ذلك: "أيها المتنبئون، والكهان المطهرون،
وأمناء السر، ويا رعاة الشعائر فى المعبد، احذروا أن تأتوا عملاً معيباً،
ولا تدخلوا المعبد غير مطهرين، ولا تقولوا باطلاً فى حرمته، ولا تكونوا
جشعين، ولا تتفوهوا بكذب، ولا تتناولوا أقداح نبيذ".



وهناك
وثيقة أخرى بنفس المعبد تتحدث وتبرر مكاسب الحياة الروحية، والهناء الذى
ينعم به من يخدم معبوده بقلب صافٍ وروح وثابة: "طوبى لمن يحتفى بجلالتك
أيها الرب العظيم، ولا يتوقف عن خدمة معبدك! ... ادخلوا بسلام، وانطلقوا
سعداء، ذلك لأن السعادة فى يده، والسعادة فى قبضته".









[center]

الاختيار والتنظيم


وكما
رأينا سلفاً، فقد فرضت شروط معينة من الطهارة المادية كان يجب أن يتمتع
بها الكهنة. وربما أيضاً أنه كان لزاماً على الكاهن أن يتعلم العلوم
اللاهوتية للقيام بواجباته الدينية، ويبدو مما تقدم أن البساطة النسبية لما
ينبغى للكهنة معرفته من فرائض الدين كانت تفتح السبيل أمام الجماهير
الغفيرة من الراغبين فى الوظائف الدينية.

وكانت
حياة الكهنوت تقتضى عليهم شروطاً معينة، ولكن تهيئ لهم مزايا لا يستهان
بها، وخاصة فى بلد كان الخوف من الغد المجهول يسيطر على جمهرة الشعب منه،
علاوة على غلبة طابع التدين، وتوقير رجال الدين، الأمور الذى اتسم بها
المصريون عبر مختلف العصور .
الكهانة في مصر القديمة User_offline

الكهانة في مصر القديمة Quote
[/center]


[/center][/b][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mazika.alhamuntada.com
 
الكهانة في مصر القديمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة الحضارة فى مصر القديمة
» الأثار المصرية القديمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الدفاع عن التاريخ  :: قسم الاثار وفن العمارة :: قسم الاثار وفن العمارة-
انتقل الى: