Admin Admin
عدد المساهمات : 367 نقاط : 14958 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/04/2012 العمر : 31 الموقع : فلسطين
| موضوع: الكهانة في مصر القديمة الخميس 3 مايو - 3:43:52 | |
|
لما كان الفرعون -بوصفه ملكاً على مصر- ابناً وخليفة للأرباب، يقدم لهم القرابين باعتبارهم أسلافاً له، كما كان كأى فرد عادى يقدم قرابينه لأرواح أجداده، فمن ثم كان هو الكاهن الأول لكل معبود فى البلاد، وبالتالى كان عليه أن يقوم بالطقوس الواجبة نحو المعبودات كافة. وقد كان من المستحيل على ملك مصر -بعد أن أصبحت مصر مملكة موحدة- أن يكون هو الإمام الفعلى فى إقامة الطقوس، لكنه احتفظ بهذه الإمامة إسمياً فقط، وبقيت له صورها مرسومة على المعابد. فكثيراً ما نجد الملك مصوراً فى النقوش والمناظر وهو يقوم بالشعائر وطقوس التقدمة للمعبودات والأرباب داخل المعبد. أما من الناحية العملية فإن الملك نزل عن هذه الإمامة لمتخصصين انتدبهم ليقوموا بها بدلاً عنه، أو كان ينيب عنه أولاده أو أحد الأمراء من أسرته، أو أحد خلفائه من رجال البلاط. وقد كان أمثال هؤلاء بمثابة نواب الفرعون فى أمور الدين، وهذه النيابة الدائمة تتمثل فى منصب (كبير الكهنة). أى أن الكهنة كانوا منوبين عن السلطة الملكية المؤلَّهة، وقد جاء فى أحد فصول الشعائر المقدسة على لسان كاهن: (إن الأرباب قد أعدوا لى السبيل، وأن الملك هو الذى يرسلنى لاجتلاء طلعة المعبود). أى أن الملك هو الذى كان يعين الكهنة الذين كانوا عادة ما يُختارون من أسمى درجات المجتمع، بل من الدم الملكى أحياناً . وقد كانت السلطة التى حظى بها هؤلاء الكهنة لدى الشعب تعتمد فى جوهرها على أنهم كانوا يعتبرون حماة للأشياء المقدسة، وبهذا لم يكن لهم أن يسمحوا بإدخال أى تغيير، وخاصة على المظاهر الشكلية للصلاة، وهى التى كان الشعب يراها. وقد ظل الكهنة يحافظون على معتقدات شعبهم طوال آلاف السنين، كما حرصوا على الإبقاء على ما وصل إليهم من أجدادهم. وكان من الطبيعى على شعب زراعى مثل الشعب المصرى أن يتمسك بكل هذه العقائد، ولكن الإبقاء عليها بكل ما تحويها من دقائق بسيطة مختلفة لم يكن إلا نتيجة لتفقه أولئك الكهنة فى عالم الكهنوت
[size=21]شروط الكهانة، والتزام الكهنوت كان المعبد المصرى القديم هو المقر الأرضى الذى يُحتَفظ فيه بالتمثال الذى ارتجاه الرب المعبود ليرعى منه هذا العالم. وكان الكهنة هم خدم هذا المعبود المقيم فى المعبد فى صورة تمثاله. ونظراً لارتباطهم بالمعبودات، ودخولهم الحرم المقدس للمعبود، فقد اشترط القوم أن تتوافر فيهم شروط أولية، أهمها الطهارة المادية. وفيما يلى أهم هذه الاشتراطات أو الواجبات، أو قل الفروض اللازمة. الطهارة المادية كان الشئ الأول الذى يُطلب من كل كاهن، وكذلك من كل من يقترب من الأشياء المقدسة، هو وجوب الطهارة. ونقرأ مثلاً فى بئر يرجع إلى الدولة القديمة ما يلى: (كل من يدخل هنا يجب أن يكون نقياً، وعليه أن يتطهر كما يتطهر عند معبد الرب الكبير). وكذلك نرى فى الدولة الحديثة بعض الأتقياء وهم يهدون إلى المعبد أحواضاً كانت تستخدم للتطهير من غير شك، وذلك لكى تكون أيدى الكنهة مطهرة . ولما كانت الطهارة من أهم صفات الكهنة، فقد أطلق على أكثر طوائفهم انتشاراً المسمى "وعـب" ، والذى يعنى (الكاهن المُطهَّر)؛ ومن الاسم نجد أن أول علامة تمثل إناء ينسكب منه الماء، فى إشارة إلى الطهارة، والتى لها أشكال عديدة. الاغتسـال ذكر "هيردوت" فى الفقرة (37) عن الكهنة: "إنهم يغتسلون بالماء البارد مرتين فى النهار، ومرتين فى الليل" . وغالباً ما كان الاغتسال يتم فى البحيرات المقدسة الملحقة بالمعابد. رمزية طقسة الاغتسال أو الطهارة الماء فى الفكر الدينى المصرى هو العنصر الأول الذى خرجت منه الحياة، وفيه تختفى الشمس عند الغروب لتستمد منه نشاطاً جديداً يمنحها يوماً جديداً كله شباب وحيوية. ولذلك نرى فى بعض النقوش -التى تصور منظر التطهير- أن المصريين كثيراً ما كانوا يستبدلون لون صورة الماء الذى ينساب من إناء بسلسلة تتكون حلقاتها من الرمز الذى يصور الحياة (anx) عند المصريين؛ أى أن اغتسال الكهنة كان يملؤهم حياةً جديدة تمكنهم من القيام بخدمتهم اليومية فى غير كلل. وكان على الكاهن أن يغسل فمه بقليل من مذاب ملح النطرون قبل أن يطأ المكان المقدس، وذلك حتى لا تخرج من فمه رائحة كريهة. وهناك ضروب أخرى من الطهارة المادية ذكرها لنا "هيردوت" فى الفصل (37)، مثل: حلق الشعر إذ يذكر: "وكل يومين يحلق الكهنة أجسامهم بأكملها حتى لا يتوالد بها القمل أو غيره من الحشرات أثناء قيامهم بخدمة الإله". الختان "وهم يمارسون الختان حباً فى النظافة، لأنهم يفضلون النظافة على حسن المنظر". بينما لم يكن يلزم على عامة الشعب ذلك. - عدم الاتصال الجنسى أيام الاعتكاف فى المعبد حيث يذكر "هيردوت" فى الفصل (64): "فقد كان المصريون أول من راعى السُّنة التى تحرِّم مجامعة النساء فى المعابد، كما تحرِّم دخولها بعد الجماع دون اغتسال. وسائر الشعوب -فيما عدا المصريين واليونانيين- يجامعون النساء فى المعابد، ويدخلونها بعد الجماع دون اغتسال، إذ يعتقدون أن شأن الإنسان فى ذلك شأن سائر الحيوان". زى الكهنة ولم يكن الكهنة يرتدون غير ثياب من الكتان، وكانوا يحرمون على أنفسهم بعض الأقمشة كالصوف أو الجلد الذى كان يؤخذ من كائنات حية تصيب لابسها بالقذارة. وقد ذكر "هيردوت" فى ذلك: "ويلبسون ثياباً من الكتان يهتمون دائماً أن تكون حديثة الغسيل". ويذكر أيضاً: "ويلبس الكهنة ثياباً من الكتان فقط، وأحذية من البردى، وغير ذلك من الملابس والأحذية محظورٌ عليهم لبسهـا إلا قليلاً". وقد كان زى الكهان على مر العصور ثابتاً، ولم يكن يميز هذا الزى إلا بعض التفاصيل التى تحدد وظيفة كل كاهن، كالوشاح الذى يتشح به الكاهن المرتل. فأما الكهنة المتخصصون، وكذلك كبار الكهنة، فكان من حقهم أن يخالفوا ذلك. فالكاهن المسمى (sm) أو (stm)، كان يرتدى جلد الفهد، على حين كان كهنة "عين شمس" يحملون رداء جلد فهد مزخرف بحليات على هيئة نجوم. كما كان كبير كهنة "منف" يحمل قلادة ذات شكل خاص، ويزين رأسه بذؤابة مضفورة تنحدر على السالفة. وعلى أية حال، فإن هذا الزى كان يزيدهم وقاراً وهيبة. وقد كانت النعال المصنوعة من البردى من أزياء الكهنة الذين عاشوا وسط شعب كان يمشى بمحض اختياره حافى القدمين، كما أن النصوص المصرية قد وضعت النعال البيضاء ضمن لباس الكهنة. كما كان لزاماً على من يلتحق بالكهنوت أن يتعلم العلوم اللاهوتية للقيام بواجباته، وكان عليه أن يقضى فترة فى التدريب على طقوس العبادة الصارمة. وهذا إلى جانب ضرورة توافر شروط ثلاثة أساسية أقرها المؤرخون لكى يحق للفرد أن يلتحق بسلك الكهنوت، وهى: الوراثة، والترشيح، وشراء الوظائف. طقسة التطهير الملكى تتضح تلك الطقسة من خلال صب الماء المقدس أعلى رأس الملك. وقد ارتبطت هذه الطقسة بكلمات تعبر عن معنى الحياة. ومن تلك المناظر التى توضح هذه الطقسة منظر للملك "تحتمس الثالث" واقفاً، بينما ينصب على رأسه الماء، والذى يوحى بالحياة، ويقوم بصبها معبود واقف على أحد جانبيه. وفى بعض النصوص التى حفظت لنا من عصر الدولة الحديثة، والتى توضح ما كان يتلوه الأرباب من كلمات: "كن طاهراً مع قرينك (كائِكَ)، الشرف العظيم لملك مصر العليا والسفلى، لك الحياة". [b][ طقسة التطهيرمن مقبرة سن نجم. بدير المدينة ويعتقد "جاردنر" أن هذه الطقسة كانت جزءاً من الخدمة اليومية الخاصة بالمعبد. ولقد أعطى كل من "أوتو" (Otto) و"كيس" (Kees) تفسيراً لهذه الطقسة بناء على ما جاء فى "نصوص الأهرام" (Pyr. 28; 27-29; 36; 53)، وتذكر إحدى هذه الفقرات: (إن البخور هو بخور "حورس"، وبخور "ست"، وبخور "ﭽحوتى"، وبخور "دون عنوى"؟). وبمقارنة الفقرة بأحد نصوص الأسرة الثامنة عشرة نجد أن هذه المعبودات قد ظهرت مرتبطة بالطقسة. وكدلالة على اختصاصهم بها، يذكر نص -على أحد تماثيل المتوفى- فى فتح الفم: (طهارتك هى طهارة "حـور"، طهارتك هى طهارة "سـت"، طهارتك هى طهارة "ﭽحـوتى"، طهارتك هى طهارة "حـور"، "دون عنـوى") ولم يكن الكهنة يرتدون غير ثياب من الكتان، وكانوا يحرمون على أنفسهم بعض الأقمشة كالصوف أو الجلد الذى كان يؤخذ من كائنات حية تصيب لابسها بالقذارة. وقد ذكر "هيردوت" فى ذلك: "ويلبسون ثياباً من الكتان يهتمون دائماً أن تكون حديثة الغسيل". ويذكر أيضاً: "ويلبس الكهنة ثياباً من الكتان فقط، وأحذية من البردى، وغير ذلك من الملابس والأحذية محظورٌ عليهم لبسهـا إلا قليلاً". [] جزء من بردية تصور كتاب الموتى ويتضح بها الكهنة وزيهم وهم يؤدون طقسه فتح الفم وقد كان زى الكهان على مر العصور ثابتاً، ولم يكن يميز هذا الزى إلا بعض التفاصيل التى تحدد وظيفة كل كاهن، كالوشاح الذى يتشح به الكاهن المرتل. فأما الكهنة المتخصصون، وكذلك كبار الكهنة، فكان من حقهم أن يخالفوا ذلك. فالكاهن المسمى (sm) أو (stm)، كان يرتدى جلد الفهد، على حين كان كهنة "عين شمس" يحملون رداء جلد فهد مزخرف بحليات على هيئة نجوم. كما كان كبير كهنة "منف" يحمل قلادة ذات شكل خاص، ويزين رأسه بذؤابة مضفورة تنحدر على السالفة. وعلى أية حال، فإن هذا الزى كان يزيدهم وقاراً وهيبة. وقد كانت النعال المصنوعة من البردى من أزياء الكهنة الذين عاشوا وسط شعب كان يمشى بمحض اختياره حافى القدمين، كما أن النصوص المصرية قد وضعت النعال البيضاء ضمن لباس الكهنة . كما كان لزاماً على من يلتحق بالكهنوت أن يتعلم العلوم اللاهوتية للقيام بواجباته، وكان عليه أن يقضى فترة فى التدريب على طقوس العبادة الصارمة. وهذا إلى جانب ضرورة توافر شروط ثلاثة أساسية أقرها المؤرخون لكى يحق للفرد أن يلتحق بسلك الكهنوت، وهى: الوراثة، والترشيح، وشراء الوظائف.
[/center] [/center][/b][/size] | |
|