عنوان الكتاب: جامع الآثار في السير ومولد المختار
المؤلف: ابن ناصر الدين الدمشقي
الأجزاء: ثمانية
تحقيق: نشأت كمال
إصدار: وزارة الشؤون الإسلامية بقطر
التعريف
بالمصنِّف هو الإمام محمد بن عبدالله أبي بكر بن محمد بن أحمد بن مجاهد
القيسي الدمشقي الشافعي، شمس الدين، الشهير بابن ناصر الدين: حافظ للحديث،
مؤرخ؛ أصله من حماة، ولد في دمشق، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية (سنة
837)، وقتل شهيدا في إحدى قرى دمشق.
من كتبه:
افتتاح القاري لصحيح البخاري.
عقود الدرر في علوم الأثر.
الرد الوافر في الانتصار لابن تيمية.
برد الأكباد عن فقد الأولاد.
شرح منظومة الاصطلاح في مصطلح الحديث.
بديعة البيان، أرجوزة في التراجم (على طريقة مبتكرة في تواريخ الوفيات)
السراق والمتكلم فيهم من الرواة
كشف القناع عن حال من ادعى الصحبة أو له اتباع
الإعلام بما وقع في مشتبه الذهبي من الأوهام
سلوة الكئيب بوفاة الحبيب
من موارد المصنف في كتابه:
الناظر
في هذا الكتاب يلحظ بوضوح وجلاء سعة اطلاع مصنفه وغزارة حفظه، فلعله كان
ممن يهتمون بجمع مصنفات أهل العلم الشاردة والواردة، فإنه ينقل من عدة
مصادر (بعضها لا يزال مخطوطا وبعضها مطبوع)، ترهق من أراد حصرها، نذكر طرفا
منها؛ فضلًا عن الكتب الأصول المشاهير كالصحاح والسنن والمسانيد والتفاسير
وعلل الحديث، والجرح والتعديل والتواريخ، فمن ذلك:
الغرر في الطوالات للروياني.
دلائل النبوة للبيهقي.
دلائل النبوة لابن صاعد.
مختصر العين لأبي عبدالله محمد بن عبدالله الخطيب.
إبانة براءة ساحة الصديق مما نسبه إليه الرافضي الزنديق، لأبي موسى المديني.
مدح لابسي الصوف على الديانة والصفاء وذم لابسها على الخيانة والجفاء لأبي نعيم.
مختصر العين للزبيدي.
اللباء واللبن لأبي زيد الأنصاري.
المجمل لابن فارس.
طوال الأحاديث والأخبار لأبي موسى المديني.
الأفعال لابن القطاع.
أهمية الكتاب
يعتبر
«جامع الآثار في السير ومولد المختار» موسوعة حديثية وتاريخية، فالمصنف
رحمه الله قد صنف كتابه هذا تصنيفًا بديعًا؛ لعله لم يسبق إليه، فقد جمع
بين طريقة من سبقه من المصنفين في السيرة؛ من حيث عرْضُ وقائعها وأحداثها
وهو الجانب التاريخي، وبين طريقة المحدّثين من حيث نقد الروايات وبيان
صحيحها من سقيمها، وهو الجانب الحديثي، وهو يسوق كثيرًا من الشواهد
والروايات والأخبار للمسألة الواحدة، وفي خلال ذلك يتكلم في أسانيد هذه
الروايات والأخبار مبينًا أحوال رجالها جرحًا وتعديلًا، كما يبين علل
الحديث الواردة في بعض هذه الأخبار، بل إنه تعرض لبيان أوهام من سبقه ممن
صنف في السيرة والشمائل والخصائص وشرح الغريب والجرح والتعديل وعلل الحديث؛
كابن الجوزي والقاضي عياض وابن القيم وابن حزم واللالكائي، وابن كثير،
وابن عساكر، وابن حبان، وابن عدي، وأبي نعيم، وأبي موسى المديني، وابن سيد
الناس، وابن عبدالبر، وغيرهم، حتى إنه رحمه الله له عدة استدراكات على أهل
الغريب واللغة كابن فارس والأصمعي وابن سيده وأبي عبيد القاسم بن سلام
والخليل الفراهيدي والخطابي وابن قتيبة وغيرهم.
وهذا
لا يعني أن كل الأحاديث والآثار التي ساقها المصنف في كتابه صحيحة، ولا
أنه قد استوعب الكلام عليها نقدًا ودراسة، فإن هذا أمر صعب، وأصعب منه
وأعسر أن يتكلم على كل الروايات من حيث الصحة والضعف، فهذا شيخ الإسلام ابن
تيمية مع جلالته وسعة علمه فإن كتبه لا تخلو من الأحاديث الضعيفة، وهذا
الحافظ ابن حجر العسقلاني ومثله ابن رجب الحنبلي وغيرهما لا تخلو مصنفاتهم
من الأحاديث الضعيفة، ولكن بعض الناس يظن أن هذا مما يقدح في علم من صنع
هذا، وما هذا إلا لقلة الخبرة والحداثة في العلم، فإن وجود الروايات
الضعيفة في بعض المصنفات والكتب لا يقدح أبدًا في علم صاحب هذا الكتاب،
لاسيما إن كان من المتخصصين في علم الحديث.
ولكن
مما يحمد عليه ابن ناصر الدين الدمشقي ههنا أنه أحيانًا يسوق الروايات
الضعيفة الواهية، وينبه على ذلك؛ كما قال مرة: «وإنما ذكرت هذا لئلا يغتر
به من ليس الحديث من شأنه».
منهج العمل في تحقيق الكتاب:
بدأ
المحقق نشأت كمال العمل أولا بنسخة دار الكتب المصرية، التي تشكل تقريبا
النصف الثاني من الكتاب، فقام بنسخها، ومقابلتها، وتصحيح ما وقع بها من
خلل، ثم قام بتخريج الأحاديث الواردة في الكتاب.
ثم
وقف على نسخة مصورة جامعة الإمام محمد بن سعود من الرياض، ثم حصل على
النسخ الأخرى، وهي نسخة الظاهرية؛ فلما توافر عنده هاتان النسختان
الجديدتان قام بتكميل الكتاب، فصار بحمد الله كاملًا ولكن ليس من نسخة
واحدة، وإنما ما نقص من نسخة أكملته من نسخة أخرى.
عمل المحقق في الكتاب:
-نسخ الكتاب ومقابلته على أصوله، وإثبات فروق النسخ.
-تصحيح الأخطاء الواقعة في الأصل وذلك على نوعين:
أ- إذا كان الخطأ صريحًا واضحًا (عنده) أصلحه في المتن، ونبه عليه بالهامش.
ب- إذا كان الخطأ محتملًا، تركه كما هو، ونبه عليه بالهامش.
ومما
يفيد بدرجة كبيرة جدًّا مقابلة النصوص التي ينقلها المصنف من كتب أصحابها،
إذ به يتضح فرق في أسم راوٍ من الرواة أو كلمة من الكلمات، وهذا يساعد على
ضبط النص وإتقانه وتخليصه من التصحيف أو التحريف، وهذا هو المطلوب.
استدرك
بعض الكلمات الساقطة سندًا ومتنًا، وذلك بالرجوع إلى المصدر الذي ينقل منه
المصنف إذا كان متيسرا، وقد ذكر أنه رجع إلى بعض المصادر الخطية.
تخريج الأحاديث والآثار الواردة تخريجًا وسطًا، ونَقَل كلام أهل العلم عليها.
عزو الأقوال إلى أصحابها من الكتب المطبوعة والمخطوطة حسبما توفر لديه من مصادر ومراجع.
شرح الغريب وبيان معانيه.
تعزيز كلام المصنف بنقل حديث أو أثر لم يذكره يتعلق بما يكتب.
ضبط ما يحتاج إلى ضبط للتوضيح وإزالة اللبس.
وضع عناوين جانبية ورئيسية لحسن تنظيم الكتاب.
كَتَب مقدمة تحتوي على منهج المصنِّف وترجمته والفرق بين كتابه والكتب الأخرى المصنفة في السيرة.
عمل فهارس وافية للكتاب.
المصدر : مجلة الوعي الإسلامي