Admin Admin
عدد المساهمات : 367 نقاط : 14958 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/04/2012 العمر : 31 الموقع : فلسطين
| موضوع: من مروة الشربيني إلى صفية زغلول الجمعة 27 أبريل - 21:40:43 | |
| من مروة الشربيني إلى صفية زغلول الأحد, 12 يوليو 2009 12:00 مساءً
[]عادت مروة الشربيني المسلمة المحجبة بعد مقتلها على يد ألماني متطرف لتدفن في مصر، حيث ظهرت أولى حركات تحرر المرأة من دينها، عادت وحجابها فوق الرؤوس، لا تحت الأقدام حيث وضعته قبل عقود صفية زغلول ورفيقاتها.
ففي سنة 1921 خلعت صفية الحجابَ لحظةَ وصولِها مع زوجها سعد زغلول إلى الإسكندرية، وبعد ثمانية عقود عادة مروة الشربيني إلى الإسكندرية بحجابها وهو مدرج بدمائها.
وكأن دماء مروة تقول: ها قد عدنا يا صفية إلى حجابنا بعد أن ألقيته عنك، ورغم كل محاولاتك لأخذ المسلمات بعيدًا عن حجابهن إلا أننا قد عدنا يا صفية.
وإن كانت صفية وأذنابها خرجن في مظاهرات إلى ميدان التحرير لخلع الحجاب، فإن المظاهرات التي خرجت في توديع مروة كانت أكثر وأقوى.
لم تكن دماء مروة الشربيني لترسل رسالة واحدة إلى صفية زغلول وهدى شعراوي وغيرهن لكنها أيضًا حملت العديد من الرسائل:
رسالة للمسلمات
قتلت مروة وسال دمها من أجل الحجاب، في الوقت الذي ما زالت كثير من المسلمات يترددن أو يتشككن في لبس الحجاب، أو يؤجلنه إلى أجل غير مسمى، وأخريات تتحايلن على شكله ولونه وطريقة ارتدائه حتى فقد شروطه ومعنى الستر فيه بأن لا يصف ولا يشف ولا يكون لباس شهرة، وأصبح بدلاً أن يُصنع في بلاد المسلمين يصنع في الصين واليابان، فيأتينا بألوان الأطياف كلها التي تجذب أنظار النساء إلى بعضهن قبل أن تجذب أنظار الرجال إليهن.
رسالة للعلمانيين
دماء مروة كانت رسالة أيضًا للعلمانيين فحجاب مروة لم يكن حجابًا للعقل كما يقولون، فمروة طبيبة صيدلانية، حاولت أن تتعايش مع الغرب بقيم التسامح والحرية، لكنه هو الذي رفضها ولم يقبل أن يتعامل معها، وقد أشارت الصحف إلى أن "أنجيلا ترو" الألمانية صديقة مروة الشربيني اعتنقت الإسلام بفضل مروة وذلك بعد أن أظهرت لها مروة سماحة الإسلام من خلال مساعدتها لها، ووقوفها بجانبها وهي تعلم أنها على ديانة أخرى، لم تحمل مروة الجمود الفكري ولا التعصب المذهبي كل ما أرادته أن تحترم رغبتها في طريقة لباسها والذي في قناعتها يرضي ربها.
إن دماء مروة أثبتت أن الحرس العلماني في بلادنا هو مَن يحمل الكراهية والتعصب والجمود.
رسائل للغرب
الرسالة الأولى:
لا نتوقع من الغرب أن يقبلنا أو يرضى عن شعائرنا أو عباداتنا فالحق سبحانه وتعالى قد حسم تلك القضية منذ عقود: حيث قال في محكم التنزيل: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ...) سورة البقرة/120.
لكن رسالة دماء مروة تؤكد أن الشعارات المرفوعة والعبارات المعسولة ما هي إلا كلمات جوفاء ليس لها نصيب من الواقع، حتى لا يُفتتن بها أحد، أو يَدّعي أحدٌ أن الغرب يحمل قيم التسامح والحرية والمساواة، فقد أسقطت دماء مروة كل تلك الشعارات.
ودعونا نقارن بين موقف المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل التي طالَبَتْ بمحاكمة قَتَلَةِ الإيرانية ندى أغا سلطاني، التي سقطتْ خلال احتجاجات بفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد.
نعم رغم أن ندى ليست ألمانية إلا أن الحق والعدل والتسامح قيم أوروبا الحرة هي التي دفعت ميركل للمطالبة بمحاكمة قاتلي ندى..
لكن عندما تقتل مصرية محجبة في ألمانيا وفي داخل قاعة إحدى محاكمها فإن هذا لا يتطلب ولا يثير اهتمام المستشارة الألمانية رغم أن القاتل ألماني، بل حتى أننا لم نسمع منها تنديدًا أو شَجْبًا بل لم تقدم حتى العزاء، هكذا سقطت الشعارات الغربية.
الرسالة الثانية:
هي أن المسلمين يموتون من أجل دينهم ولا يفرطون به، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، ولعل تلك المواقف التاريخية لثبات المسلمين على دينهم هي التي أثارت حنق وحقد الغرب ضد المسلمات على نحو ما فعل الرئيس الفرنسي ساركوزي.
فيحكي لنا التاريخ أنه في ذكرى مرور 100 عام على احتلال فرنسا للجزائر وقف الحاكم الفرنسي آنذاك وقال: (إننا لن ننتصر على الجزائريين ماداموا يقرؤون القرآن ويتكلمون العربية فيجب أن نزيل القرآن من وجودهم ونقطع اللسان العربي من ألسنتهم حتى ننتصر عليهم)
وبعد ذلك بسنوات قلائل قامت فرنسا بتجربة عملية من أجل القضاء على الروح الإسلامية العربية في نفوس الشباب فتم انتقاء 10 فتيات جزائريات مسلمات وأدخلن المدارس الفرنسية وعلمتهن اللغة والثقافة والتقاليد الفرنسية حتى أصبحن كالفرنسيات.
وبعد 11 عامًا من تلك الجهود هيأت الحكومة الفرنسية لهن حفل تخرج كبير دُعي إليه الوزراء و الصحافيون والمفكرون ليروا نتيجة التجربة ولما بدأت الحفلة فوجئ الجميع بالفتيات يدخلن بالحجاب الإسلامي.
فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وقتها وتساءلت: "ماذا غيرت فرنسا في الجزائر بعد 130عامًا من الاستعمار" أجاب "لاكوست" رئيس المستعمرات الفرنسية آنذاك: "وماذا أفعل إذا كان القرآن أقوى من فرنسا".
رسالة إلى الدعاة والمصلحين
وقعت استغاثة مسلمة كشف ثوبها يهودي على آذان رجال فأُجلي قوم عن بكرة أبيهم ثأرًا لها في غزوة بني قينقاع، وفتح المعتصم عمورية استجابة لاستغاثة امرأة، فأين ستقع قطرات دم مروة؟
وهل سيحرك دمها رياح البذل والتضحية في قلوب وعقول دعاتنا، ومصلحينا.
إن التضحية وبذل المهج والنفوس هي التي تمنح دعوتنا الوجود والحياة.
لقد ذكرتني دماء مروة التي قتلت من أجل حجابها بكلمات أحد دعاتنا حين قال:
إن كلـماتنا سـتظل أعـراسًا من الشموع، لا حراك فيها جامدة، حتى إذا متنا من أجـلها انتفضت حية، وعاشت بين الأحـياء، كـل كـلمة عاشت ... كـانت قد اقتاتت قلب إنسان حي ... فعاشت بين الأحياء ... والأحياء لا يتبنون الأموات. | |
|