منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الدفاع عن التاريخ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما معنى كلمة الرسول الأمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 367
نقاط : 14958
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/04/2012
العمر : 31
الموقع : فلسطين

ما معنى كلمة الرسول الأمي Empty
مُساهمةموضوع: ما معنى كلمة الرسول الأمي   ما معنى كلمة الرسول الأمي Icon_minitimeالجمعة 27 أبريل - 21:35:54

ما معنى كلمة الرسول الأمي

لماذا سمي الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بالنبي الأمي
علماً بأن الله سبحانه وتعالى قد أطلق على أهل الجزيرة العربية نفس
التسمية (هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلْأُمِّيِّـۧنَ رَسُولًۭا مِّنْهُمْ
يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍۢ
مُّبِينٍۢ ( .. الجمعة 2 .. فبعض الناس يقولون أن النبي محمد عليه الصلاة
والسلام جاهل فكيف نرد عليهم ؟
الجواب
كتبه الباحث الإسلامي الأردني تميم أبو دقة ، في 23 أغسطس 2008
يخطئ كثير من الناس فهم معنى النبي الأمي الذي هو لقب الرسول
صلى الله عليه وسلم ، ويظنون أن المقصود هو النبي الذي لا يقرأ ولا يكتب !
مع أنه لقب عظيم شامل لجوانب كثيرة .. فمن أهم جوانب معاني هذا اللقب ما
يلي :
1 - أميّ نسبة إلى الأمم من غير بني إسرائيل، ووفقا لقواعد النسبة في صرف
اللغة العربية ، فإن النسبة تكون للمفرد لا للجمع وتكون بحذف التاء
المربوطة إن وجدت وإضافة الياء . فلا يجوز القول نبي أممي فهذا غير مقبول
لغويا . والمعنى هنا : أي هو النبي الذي يخرج من غير بني إسرائيل . وقد
إستخدم الكتاب المقدس هذه التسمية كما إستخدمها القرآن الكريم لتعني من هم
ليسوا من بني إسرائيل أو من أهل الكتاب جميعا حيث يقول تعالى : ( وَقُلْ
لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ
أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ
الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) .. آل عمران 21 .. كما قالت
اليهود لتبرير إرتكابهم الخيانة في حق غيرهم ما سجله القرآن الكريم حيث
يقول تعالى : ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ
يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا
يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ
وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) .. آل عمران 76
..
2 - أميّ نسبة إلى مكة والتي هي إسمها أم القرى ، وحسب قواعد النسبة فإن
الإسم المركب تركيبا إضافيا ينسب إلى شطره الأول . وهنا تعني النبي المكي ،
أي الذي من أهل مكة.
3 - أميّ نسبة إلى أمة المفردة ، وعندها يعني ذلك هو النبي الذي ينشئ أمة
جديدة واحدة متميزة فريدة . وهذا ما حدث بظهوره صلى الله عليه وسلم وظهور
الإسلام .
4 - أميّ نسبة إلى الأم أي الفطرة الإنسانية الأصيلة الصافية النقية ، وذلك كما يقال اللسان الأم و اللغة الأم والوطن الأم وغيرها.


أما عدم معرفته صلى الله عليه وسلم بالقراءة والكتابة فلم يكن متفردا في
هذا بين العرب ، بل كانت عدم معرفة القراءة شائعة ، وكان لذلك خلفية لا بد
من فهمهما . فلقد كان العرب يقيمون وزنا عظيما للأدب الشفوي ، وكانوا
يتميزون بصفاء الذهن بحيث كان بعضهم قادرا على حفظ مئات الأبيات من الشعر
لمجرد سماعه . ورغم ذلك فقد كانت الكتابة معروفة عندهم ، فقد إبتكروا
الأبجدية العربية المتطورة وعرفت الحروف العربية منذ آلاف السنين بأشكال
متنوعة متقاربة سواء في الجنوب في حمير أو في الشمال في بلاد الشام . وتوجد
آثار قديمة تحمل نقوشا بهذه الحروف ما زالت ماثلة للعيان . وكما هو معروف ،
فقد علقوا في الجاهلية قصائد مميزة على جدار الكعبة تقديرا لجودتها ؛ فلو
لم يكن هنالك من يقرؤها ، فماذا كان معنى
وجودها . ولقد كانت الكتابة والقراءة أمرين متيسرين ليس من الصعب تعلمهما ،
بل كان يسهل تعلمهما في أيام معدودات ، لذلك لم يكن كثير من الناس يشعرون
بالحاجة إلى تعلمهما .
ومن الأدلة على يسر تعلم القراءة والكتابة هو ما جعله الرسول
صلى الله عليه وسلم من وسيلة لكي يفتدي بعض أسرى بدر أنفسهم ؛ وذلك بأن
يعلِّم كل من يعرف القراءة والكتابة منهم عشرة من المسلمين . فلولا أن
الأمر كان سهلا متيسرا ، لكانت مهمة التعليم تتطلب شهورا من العمل المضني ،
وخاصة من جانب كبار السن الذين لا يسهل تعليمهم ، أو لكانت تلك مهمة
مستحيلة. كذلك فقد كانت الحروف العربية في السابق غير مشكلة ولا منقوطة وتم
إضافة ذلك فيما بعد في العصور الإسلامية . وهذا لأن العرب كانوا قادرين
على التمييز بين الحروف المختلفة في اللفظ المتشابهة في الرسم دون تمييزها
بنقاط ، كما كانوا قادرين على لفظها بشكل صحيح دون تشكيل. وعدم الحاجة
للتشكيل والتنقيط دليل آخر على مدى سهولة تعلم القراءة والكتابة في ذلك
الوقت ، وهذا لأن القارئ العربي كان يفهم النص ولا يحتاج إلا إلى أدنى حد
من الرسم لكي يعي المكتوب ويقرأه.

أما بخصوص عدم معرفة الرسول
صلى الله عليه وسلم للقراءة والكتابة ، فهي إن صح تسميتها بالأمية فهذا
نسبة إلى صفاء الفطرة ونقائها وسلامتها وعدم إختلاطها بما يعكرها ، ولم
يستخدم القرآن هذا التعبير (أي الأمي) لتبيان أن الرسول
صلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة والكتابة ، حيث يقول تعالى : ( وَمَا
كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ
إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) .. العنكبوت 49 .. ولقد إستعار العرب
مؤخرا لفظة أمي كمصطلح لعدم معرفة القراءة والكتابة من باب تكريم غير
القارئين والكاتبين وتشجيعهم على التعلم . وهذا مستحسن بشكل عام ومقبول
لغويا . لذلك يجب الحذر من هذا التعبير ، فلا يصح تسمية مجرد عدم معرفة
القراءة والكتابة بالأمية ، فقد لا يستحق كثير ممن لا يعرف القراءة
والكتابة هذه الصفة الراقية . فهذا التعبير يحكم على نقاء فطرة المرء وصفاء
ذهنه ، لا على عدم إمتلاكه مهارتي القراءة والكتابة .

المهم ، أن صفة الأمي للرسول
صلى الله عليه وسلم تشير إلى معانٍ عظيمة كما أسلفنا ، وهي صفات مدح وكمال
لا نقص . فهو نبي الأمم المؤسس لأمة عظيمة جديدة ، وهو النبي الذي ليس من
بني إسرائيل ولا من أهل الكتاب والذي هو نبي لهم أيضا ليجمعهم في أمته
الواحدة ، وهو النبي الفطري الذي جاء بدين الفطرة ، وهو النبي المكي صلى
الله عليه وسلم الذي جاء في أم القرى لكل القرى ، وغير ذلك من المعاني
الأخرى التي قد لا تكون ذكرت في هذا الرد.

منقول من
[



ما
وصلنا من "آراء" الأولين من المفسرين والمأولين في هذا الباب, لا يطمئن
إليها قلب المؤمن السائل المتدبر، فهم -جزاهم الله خيراً-، اجتهدوا ما
استطاعوا, ولنا نحن المؤمنون أن نضع رحالنا حيث تطمئن قلوبنا, فهي آراؤهم
أولاً وأخيراً, ولو كان فيما نقلوه إلينا نص محكم من آية أو حديث, لسلمنا
وآمنا, ولكننا نسمع كما يسمعون, ونؤمر كما يؤمرون, ونخاطب بالقرآن كما
يخاطبون, فاللهم ليس "الأمي" كما تقول التفاسير, والله أعلم بالحق والمراد.






والحق أن هذه التفاسير تصلح مثلاً لنا لتقعيد مفهوم حديث النبي عليه الصلاة
والسلام عمن قال بالقرآن "برأيه" –وإن كان أهل الحديث لا يحتجون به ولا
يستندون إليه-، فهذه الاجتهادات، هي قول "برأي" أولاً وأخيراً، بقي قائلوها
من صالحينا وأكابرنا على عهدنا فيهم من الهدى والسداد، دون أن يتبوؤا
مقاعدهم من النار، كما يفهم من يطلق الحديث لهواه!.

فالحديث مطلق عام عن "من قال برأيه", لا يحابي أحداً ولا يستثني أحداً, بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.





وأظهر ما وصلنا منهم، أن يحملوا "الأمّي" على الذي لا يقرأ ولا يكتب فهو على حاله التي ولدته فيها "أمه".

أو أن يحملوها على المبعوث من الأمة "الأمّية"، على قاعدة "القرآن" الراسخة
في تقسيم الناس الى أمتين، أمة أمّية لم يؤتها الله كتاباً، ولم يرسل
إليها رسولاً، وأمّة "كتابية" أتاها الرسول
وجاءها الكتاب، كاليهود والنصارى, بدليل الآية, {وقل للذين أوتوا الكتاب
والأميين أأسلمتم}، والناس كانوا "أمّة" اختلفت فيما بعد، فأنزل الله إليهم
الكتاب {كان الناس أمّة واحدة، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل
معهم الكتاب بالحق}، فأصل الناس كما هو ظاهر "أمّيّون" ثم أنزل الله
الكتاب.

فقد تكون "كتابياً" وأنت لا تقرأ ولا تكتب..

وقد تكون "أمياً" وأنت تقرأ وتكتب!.



فالأمي عند علمائنا، الذي بعث من "الأميين"، ولكن ظاهر الكتاب للمتدبر على
خلاف هذا، ولا يحق لأحد أن يلزم الناس بشيء لم يلزمهم به رسول الله أو
صحابته فيما فهموه عنه مجمعين عليه كاتبين له, تقرأه العامة والخاصة.





السؤال الأصل

لم ترد "الأمي" وصفاً لرسول لله في القرآن إلا مرتين، ولم يوصف بها -فيما
نعلم- نبياً غير محمد عليه الصلاة والسلام، فوردت مرة في دعوة اليهود
والنصارى لوجوب إتباعه على أنه "الرسول النبي الأمّي"، ثم في الآية التي
تليها مباشرة من سورة الأعراف 158،{قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم
جميعاً الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو، يحيي ويميت، فآمنوا
بالله "ورسوله النبي الأمّي" الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم
تهتدون}.

فبهذه الصفات الثلاث متتالية يوجب الله على الناس جميعاً -بما فيهم أهل الكتاب– أن يتبعوا هذا "الرسول النبي الأمّي"..





وها هنا أصل السؤال!.



فأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه رسول من الله، أمر معقول واجب, وأن
يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه نبي الله، أمر واجب أيضاً، يستسيغه كل مدعو
بهذه الآية, وأما أن يؤمر الناس جميعاً باتباعه، لأنه "لا يقرأ ولا يكتب"،
فهمٌ فيه نظر، فلا خلاف أن اتباع "الكتاب" ومن يحمل الكتاب أولى من اتباع
ما سواه.





ثم من يضمن لنا ببينة، أنه لم يكن نبي لا يقرأ ولا يكتب غير رسول الله
محمد، وأكثر النبيين "أمّيين" على المعنى الثاني في التفسير, حتى الساعة
التي يؤتوا فيها صحيفة، أو يؤمروا باتباع كتاب، فلم يعد رسول الله بهذا
"أمّيا" بالمعنى الثاني للتفسير, عند أول أية تلقاها.

فوجب أن تكون "الأمّي" كصفة حصريَّة متفردة لهذا الرسول، وجب أن تكون ركناً
وشرطاً أساساً في وجوب اتباعه من الناس كافة, كرُكني الرسالة والنبوة، يجد
المدعو بهذه الآية نفسه طائعاً مقتنعاً بوجوب اتباعه لأنه "الأمّي"
والرسول والنبي!.





إذا ماذا؟.

القرآن أَولى بالتصديق، وظاهرُه أولى بالإتباع، فهو من أوَّلِه كتابٌ عربيٌ مفصَّل مبيَّن.

فـ "الأمّي" أصلها "أُمْ" أضيفت إليها ياءُ النسبة، ك"مكِّي" نسبة لمكة،
والأم بلسان القرآن العربي: الأصل والأول، فأم الرجل أصله وأوله ومنشأه،
كما في سورة القَصَصْ {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في "أُمِّها"
رسولاً}، أي في أصولها وجمعها, وليس هناك مسلم لا يعرف "أم الكتاب" التي في
أول القرآن وأصله, وهي السبع المثاني والقرآن العظيم بوصف النبي المعصوم
لها، بكونها "أم الكتاب".



وأية آل عمران دليل آخر "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب" بما تحمله الآية من معاني الأصول والجوهر.

فهو بذلك الرسول النبي "الأصل" و"الأول" بكل ما تعنيه الكلمة من معاني"الأصل" في الرسالة والمنشأ, وحتى "أصل" اللغة واللسان!.



فهو كما في صحيح الحديث: "إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمجندل
في طينته", فلم يُبعث نبي ولم يرسل رسول إلا على "لا أله إلا الله محمد
رسول الله"، كما تقرره آية آل عمران {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما
آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال
أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من
الشاهدين}.

"وفي الحديث: "لو كان موسى حياً ما حل له إلا أن يتبعني".





تبدو واضحة

فهو بهذا "أم" الرسالة والنبوة، لم يرسل رسول ولا نبي، إلا وأُمر باتباع
"الرسول النبي الأمّي", وأن يأمر قومه باتباعه! وهذا ما يشهد له "إمامة"
النبي للنبيين في المسجد الأقصى!.

فكان بذلك كل نبي ورسول يرسل الى قومه خاصة وهو يعلم أن محمدا رسول الله،
ويأمر بها قومه، حتى إذا أدى كل نبي ما عليه في كل الأمم، بُعث الرسول النبي "الأمّي" عامة لكل الأمم، فكل الرسل والنبيين مقدِّمون "خاصون" للرسالة العامة "الأم" بالرسول النبي "الأمّي".



ثم هي في القراءات القرآنية من غير المتواتر, ولكن لها سند يرفعها, فقد
قُرأت "الأَمي", بالألف المفتوحة, كما أوردها ابن جني, وعلق عليها بقوله:
هو الذي يأتم به من قبله!. فيما الأصل أن يأتم به من يأتي بعده, ولكن هذه
القراءة تؤكد ما ذهبنا إليه, فهو النبي "الإمام" للنبيين الأولين وللناس
كافة.



وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض ، ولكن
"القرآن" يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن
بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على
التبليغ, {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب
المبطلون}، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة, لما علم الله عيسى بن مريم
الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه.





أمية أخرى عظيمة

فهو رسول الله الى الناس جميعاً كونه "الأمّي", نسبة الى منشأ الناس الأول،
وقريتهم الأم "أم القرى"، كما في الأثر: "كانت الكعبة خشعة على الماء ثم
دحى الله الأرض من حولها"، فكانت مكة أول ما تشكل على ظهر البحر، ثم انبسطت
الأرض من حولها، {لتنذر أم القرى ومن حولها} و{إن أول بيت وضع للناس للذي
ببكة}، فمكة "أم القرى" وأصل نشأة الناس وانتشارهم، ليكون بذلك النبي
"الأمّي" للناس جميعاً, كونه من "أم قراهم"، ومن "بيت" أبيهم الأول، وإن
تباعدت بهم السبل وتفرقت بهم الأرضون، فهذه أرضهم "وبيت" أبيهم آدم من قبل,
فهو لهم كافة.





أمية ثالثة كبيرة

ثم هو النبي "الأمّي" الوحيد الذي تكلم بلغة الناس "الأم"، ولعل هذا الفهم الذي نطرحه، ما قد يحل سؤالاً عظيماً, ألا وهو..

ما ورد في سورة أية إبراهيم {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين
لهم}، فأرسل نوح بلسان قومه ليبين لهم، وكذا موسى وعيسى، وسائر النبيين،
فإذا كان رسول الله محمد رسول الى الناس جميعاً، وكتابه الوحي رسالة الناس
جميعاً, وجب أن يكون لسانه لسان الناس جميعاً, وهذا ما لم يكن فيما يظهر
لنا ونراه, فكيف يستقيم هذا؟!, وكيف يعقل أن موسى النبي الخاص لبني اسرائيل
يبعث بآية يعقلها كل أهل الأرض, ومثله عيسى ابن مريم, ويرسل محمد رسول
الله إلى الناس جميعاً بآية لا يعقلها إلا خاصته وقومه؟!, هذا إلا أن يكون
أمراً آخر وأعظم مما كان يبدو لنا.



فآية إبراهيم تحل مسألة وتفرض فرضاً، نقرأه بالمفهوم اللازم للنص، أنه إن
كان كل رسول يرسل بلسان قومه، فيكون لسان القوم لسان نبيهم, وأرسل محمد
عليه الصلاة والسلام الى الناس جميعاً, لزم أن يكون لسان الناس جميعاً,
لسان نبي الناس جميعاً, محمد عليه الصلاة والسلام بلسانه العربي "الاُم",
الذي أرسل به وأنزل به كلام الرب الذي خلق الناس جميعا!.

فهو بهذا أرسل بلسانهم "الأم" الذي كان عليه الناس أول ما كانوا, ثم تبدلت
ألسنتهم واختلفت, فعليهم هم أن يرجعوا إلى لسانهم الأم, لسان نبيهم "الأم"
محمد.

وليس بين كل إنسان مهما كانت لغته وعمرها وأمته وحضارتها, ليس بينه وبين
لسان النبي "الأم" إلا أم هذا الانسان وأبوه, فإن نشأ الغلام الصيني مثلاً
بين العرب تكلم بلسانهم كواحد منهم بلا خلاف, دون أن يكون لخمسة آلاف سنة
من حضارة قومه شأن ولا مانع.





وفي القرآن شاهد على ما نقول، فالقرآن لا يُقر إلا "لسانين" إما عربي أو
أعجمي، فكل الألسن على اختلافها ما لم تكن عربية فهي أعجمية، والأعجمي هو
الذي لا يُبين ولا يُفصّل. "والعربي" لغة: ما أبان وفصّل, وهذا ظاهر نصوص
القرآن.



وآية سورة "فصلت" تفصل هذا بوضوح، {ولو جعلناه قرآناً أعجميا لقالوا لولا
فصلت آياته، أأعجمي وعربي}، فالأعجمي بنص الآية غير مفصَّل ولا مفصِّل،
إنما هاتان الصفتان للسان" العربي, {ولقد نعلم انهم يقولون إنما يعلمه بشر،
لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين}، فالأعجمي لا يبين،
إنما العربي هو المفصل المبين, {حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت
آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون}.





ولعل هذا الفهم أيضاً بخصوص الفرق بين العربي والأعجمي, قد يحل مشكل آية
فصلت، {ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}.
فكل من ينظر في التفسير يجد خلافاً في التأويل لا يكاد يشفي سائلاً ولا
مستفسراً, أما بهذا الفهم فيمكن حل مشكِلها، فالعربي هو المفصل فقط، فلا
يكون أعجميا ومفصلاً، لتفهم الآية بعدها هكذا: "ولو جعلناه قرآناً أعجمياً
لقالوا لولا فصلت آياته, أأعجمي "ومفصل"؟!, فلا يطلب التفصيل في ما أعجم؛
إنما العربي هو المفصل!.





ولسان العرب حجة لما نقول، فيقال: رجل مُعرِب إذا كان فصيحاً مبيناً, وإن
كان عجمي النسب, والإعراب هو الإبانة، ولمن أراد الاستزادة أن يرجع
للأصول!.





بهذا يصبح "الرسول النبي الأمّي" واجب الأتباع بهذه الأركان الثلاثة, أمّية
الرسالة والنبيين وإمامتهم، و"أمّية" الأرض والمنشأ في أم القرى، وأمّية
اللسان واللغة، فهو للناس جميعا بلسانهم "الأم" وإن تبدلوا بها أي لغة كانت
فهذا لسانهم "الأم" أولى بهم أن يتعلموه وأن يرجعوا له، وهذه أرضهم "الأم"
وبيت أبيهم الأول.







بهذه الثلاث يصبح الرسول النبي "الأمّي" ملزم الإتباع واجب القبول.

ولنا اليوم -بهذا الفهم لا بالفهم السابق- أن ندعو أهل الكتاب والناس جميعاً لاتباعه, فهو نبيهم "الأم" بكل ما في الكلمة من معاني.





وقد يسأل سائل، إذا كانت من "أمّية" محمد عليه الصلاة والسلام إمامته للناس
وللنبيين، فكيف نفهم أية "النحل", {إن إبراهيم كان أمّة.. ثم أوحينا إليك
أن اتبع ملة إبراهيم}؟.

وأحسن قول المفسرين، أن إبراهيم كان إماماً، بدليل ما ينبني عليها من بعد،
بالأمر بالاتباع، فإن كان كذلك، فكيف يكون رسول الله هو الإمام "الأم", ثم
يؤمر باتباع إبراهيم الإمام؟.

ويجاب عليها: بأنه يستقيم أن يكون رسول الله متبعاً في حال مخصوص في وقت
مخصوص, متبوعاً إماماً في عامة الأحوال على أنه خاتم النبيين، مثله في هذا
كمن يتبع إماماً ما، في باب ما، ثم يغدوا بعدها إماماً لإمامه وسائر
أقرانه. وهذا ما جرى فعلا, وأكد ما ذهبنا إليه, يوم أم النبي محمد عليه
الصلاة والسلام النبيين جميعا وفيهم أبراهيم, فهو بهذا إمام النبيين, وهو
بهذا النبي "الأمي"!.




سؤال في محله

ولنا أن نطرح سؤالاً على من أحب أن يشاركنا, فإذا كنا نقرأ {ما كان محمد
أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}. فهل من الممكن أن تكون
"خاتم النبيين" بمعنييّها الضد، أي آخر النبيين وأول النبيين، إذ المختوم
هو المغلق من أوله وآخره؟.



ولمن نظر في لسان العرب وجد مُسَوغا لما نقول، فالعرب تقول: "ختم الزرع"
إذا سقاه أول سقيه، ومحمد عليه الصلاة والسلام صاحب مثل الزرع في القرآن,
{ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه}, فأول سقي الزرع هو الختم، ولم نعلم أن
أحدا من النبيين من أولهم الى آخرهم كان خاتماً مختوماً بالنبوة إلا رسول
الله محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.





وبهذا يمكن لنا أن نفهم ما معنى "محمد"!

فالاسم وإن كان من ظاهر الحمد، إلا انه وجب علينا أن نقرأ الاسم مصاحباً للصفات الثلاث "الرسول النبي الأمّي".

فهو محمد الرسول
النبي الأمّي، أول الرسالة وآخرها وخاتمها، فكان في كتاب الأولين "أحمد"
الممتلئ حمداً، فلما بعث، فصار أحمد حقيقة في الآخرين، جمع له حمد الأولين
والآخرين فصار محمداً!.



ألا ترون الله يبدأ الأولى بالحمد ويختم الآخرة بالحمد {وترى الملائكة
حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب
العالمين},

فالله يجمع بين الأولى والآخرة بالحمد، {وهو الله لا إله إلا هو له الحمد
في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون}. كأن الحمد عند الله هي تعرفة
التمام والاكتمال.



فالحمد في التمام, والتمام في الحمد، فهو محمد الذي أتم الله به الدين
وأكمله, ثم بعثه الله ليتمم به محاسن الأخلاق، وآتاه جوامع الكلم, فهذا
الذي يجمع له الله الرسالة الأولى والاخرة, ويؤتيه الجوامع, فيتم له ويتم
به, إنما هو "محمد".



ولا عجب أن يفتتح الله خمس سور بالحمد, ويذكر محمداً وأحمد في القرآن خمس
مرات مثلها, ويتم الاسلام ويكمله بخمس أركان. ثم يعقد له لواء الحمد يوم
القيامة.



محمد: المتمِّم المتمَّم، المكمِّل المكمَّل.

{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.



اللهم إن أصبنا فبرحمتك, وإن أخطأنا فبجهلنا ونقصنا وضعفنا.

{ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل}.

__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mazika.alhamuntada.com
 
ما معنى كلمة الرسول الأمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الدفاع عن التاريخ  :: قسم الانبياء والصحابة :: قسم الانبياء والصحابة-
انتقل الى: