Admin Admin
عدد المساهمات : 367 نقاط : 14958 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/04/2012 العمر : 31 الموقع : فلسطين
| موضوع: منهج الصحابة والتابعين في فهم العقيدة الثلاثاء 24 أبريل - 1:49:18 | |
|
".. منهج الصحابة والتابعين في فهم العقيدة .."وأمثلة لتصديق الخبر وتنفيذ الأمر من أقوال الصحابةمقدم إلى الأستاذ الدكتور/محمود عبدالرازق الرضوانيإعداد الفقيرة إلي الله أختكم/ كريمة متولي الطوخي
إن حقيقة الإيمان والتوحيد تكمنفى تصديق الخبر وتنفيذ الأمر ولأن الخبر يدخله الصدق والكذب , فمن سمع خبرا واعتقدإنه حق وصدق فقد آمن به , ومن سمع أمرا أو نهيا فاعتقد الطاعة له فكأنما آمن فىنفسه به. ولما كان الصحابة رضى الله عليهم هم أهل الفصاحة واللسان , وقد خاطبهم الله عز وجلبنوعى الكلام فى القرآن كان منهجهم فى مسائل التوحيد والإيمان هو تصديق الخبروتنفيذ الأمر , وهذا ما عرف عند السلف بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات , وايضا لوأمرهم الله بشئ نفذوه بالقلب واللسان والجوارح , وهو ما عرف عند السلف بتوحيدالإلوهية , او توحيد القصد والطلب . وكذلك كما صدقوا نبيهم فى كل ما أخبرهمبه عن ربه , فاطاعوه ايضا فى كل ما أمرهم به , وكانوا يبايعونه على ذلك . وهذا حال أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم , وحال من سلك نهجهم من السلف , وهو تصديق الله فى خبره وإثبات ما أثبته لنفسه وما أثبته رسوله من غير أن يقحمواعقولهم فى مهالك التمثيل والتكييف , فهم آمنوا بأسماء الله على الحقيقة , وانهاأعلام تدل على ذاته , وأوصاف تدل على جلاله وكماله , وانها توقيفية على ما وردت بهنصوص القرآن وما صح عن النبى صل الله عليه وسلم، اذا فالإيمان عند الصحابة في أبسط صوره هوتصديق الخبر وتنفيذ الطلب. وسوف نتناول هذه القضية بتفصيل أكثر وذلك من خلال المحاور التالية:
1. أقسام الكلام .. ( خبر – إنشاء ).2. مراتب الناس في تصديق الخبر.3. منهج الصحابة والتابعين في فهم القرءان والسنة .4- موقف الصحابة من تصديق خبر الله ورسوله وأمثلة علي تصديق الخبر.5- موقف الصحابة من تنفيذ أمر الله ورسوله وأمثلة علي تنفيذ الطلب من أقول السلف.·أقسام الكلام :قال ابن هشام في بيان نوعي الكلام : ( التحقيق أن الكلام ينقسم إلي قسمين فقط خبر وإنشاء وأن الطلب من أقسام الإنشاء ). الخبر :وهو ما يحتمل الصدق أو الكذب و يتطلب التصديق , وقد عرفه العلماء بأنه ما يصح أن يدخله الصدق أوالكذب , فالخبر هو الدال على أن مدلوله قد وقع قبل صدوره أو سيقع بعد صدوره . الأمر أو الطلب: وهو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب و يتطلب التنفيذ .·مراتب الناس في تصديق الخبر: الناس في مراتب التصديق بخبر الله ورسوله صلي الله عليه وسلم علي ستة أنواع ثلاثة منها لغير المسلمين وثلاثة للمسلمين علي تنوع أهل اليقين فالثلاثة التي لغير المسلمين فهي مرتبة الوهم ثم الشك ثم الظن أما الثلاثة التي للمسلمين فلابد فيها من اليقين واليقين شرط لازم من شروط لا إله إلا الله وهي مرتبة علم اليقين ثم عين اليقين ثم حق اليقين ولمزيد من البيان يمكن ترتيب هذه المراتب علي النحو التالي:
·الوهم: أن تكون نسبة التكذيب بالخبر أكبر من التصديق .·الشك: استواء نسبة التصديق مع نسبة التكذيب.·الظن: أن تكون نسبة التصديق بالخبر أكبر من التكذيب ، ولو كانت نسبة التكذيب قليلة جدا. ·علم اليقين : اليقين ينفي الوهم والشك والظن وهو تصديق القلب تصديق جازما لا مجال للتكذيب فيه ،قال تعالي (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) (التكاثر:5) والمسلم لا يكون مسلم إلا بعلم اليقين ولا ينزل الي درجة الظن أو الشك أو الوهم .·عين اليقين : وهي درجة الرؤية والمشاهدة وهناك ما بين العلم والمشاهدة فاليقين للسمع وعين اليقين للبصر وليس الخبر كالمعاينة.·حق اليقين : وهي مباشرة المعلوم وإدراكه الإدراك التام .·مثال لتوضيح مراتب القين : علم اليقين كعلمك بوجود العسل وعين اليقين رؤيتك له بالبصر وحق اليقين إحساسك بمذاقه علي اللسان .· منهج الصحابة والتابعين في فهم القران والسنة:حقيقة الإسلام في القرون الفاضلةقبل قيام الفرق والمذاهب كانت ممثلة في تصديق الصحابة لخبر الله وتنفيذ أمره،فتصديق الخبر هو معنى الإيمان، وتنفيذ الأمر هو معنى الإسلام، وهذا المنهج يعتبرمنهجا إيمانيا فطريا مبنيا على الفهم الدقيق لحقيقة الإسلام والإيمان، فهم كانوايصدقون خبر الله ورسوله صلي الله عليه وسلم تصديقا جازما ينفي الوهموالشك والظن، وينفذون الأمر تنفيذا كاملا يقوم على الطاعة والإخلاص والحب بحيثتنسجم فطرتهم النقية مع توجيه النصوص القرآنيةوالنبوية . وقد بين ابن القيم رحمه اللهأن أساس التوحيد والهداية التي منَّ اللهبها علىعباده يقوم على تصديق خبر الله من غير اعتراض شبهة، وامتثال أمره من غير اعتراضشهوة، ثم يقول: ( مدار الإيمان على أصلين: تصديق الخبر وطاعة الأمر) .1·موقف الصحابة من خبر الله ورسوله وأمثلة علي تصديق الخبر:كان موقف الصحابة من خبر الله ورسوله صل الله عليه وسلم التصديق فكانوا يصدقون بكل ما يخبرهم به النبي صل الله عليه وسلم من الغيبياتوهؤلا الذين وصفهم الله تعالي بالصاديقن كما قال عنهم في القرءان الكريم{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (الحشر: فوصفهم الله - عز وجل - بالصادقين لأنهم آمنوا بالغيبيات وذلك كان في أول الأمر عندما صدقوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ــــــــــــــــــــــــــمفتاح دار السعادة لابن القيم (الجزء الأول – صفحة 40) دار الكتب العلمية – بيروت-[1] قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " فصل : ومتابعة هدى الله التي رتب عليها هذه الامور هي تصديق خبره من غير اعتراض شبهة تقدح في تصديقه وامتثال أمره من غير اعتراض شهوة تمنع امتثاله وعلى هذين الاصلين مدار الايمان وهما تصديق الخبر وطاعة الامر ويتبعهما أمران آخران وهما نفي شبهات الباطل الواردة عليه المانعة من كمال التصديق وأن لا يخمش بها وجه تصديقه ودفع شهوات الغي الواردة عليه المانعة من كمال الامتثال. فهنا أربعة أمور أحدها تصديق الخبر ، الثاني بذل الاجتهاد في رد الشبهات التي توحيها شياطين الجن والانس في معارضته ، الثالث طاعة الامر ، والرابع مجاهدة النفس في دفع الشهوات التي تحول بين العبد وبين كمال الطاعة" أمثلة لتصديق الخبر 1- وروى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ فَقَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ فَبَرَأَ (1) فنأخذ من نص كلام النبي صل الله عليه وسلم أن ما أخبر الله به حق ، حتى لو اجتمع أهل الأرض على خلافه، فالله عزوجل يقول: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (النحل:69) ، فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق النحل ، ويعلم أن العسل فيه شفاء للناس .
2- ورد في الصحيحين من حديث َأبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَال:"صلى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَل عَلى النَّاسِ فَقَال: بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا، فَقَالتْ: إِنَّا لمْ نُخْلقْ لهَذَا إِنَّمَا خُلقْنَا للحَرْثِ، فَقَال النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ بَقَرَةٌ تَكَلمُ ؟ فَقَال: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ ؟ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَطَلبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَال لهُ الذِّئْبُ: هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي، فَمَنْ لهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لا رَاعِيَ لهَا غَيْرِي فَقَال النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ ذِئْبٌ يَتَكَلمُ ؟ قَال: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ (2) __________ 1 - صحيح البخاري ( كتاب الطب - باب الدواء بالعسل) صحيح مسلم (كتاب السلام - باب التداوي بسقي العسل) .2-البخاري( 3212) مسلم (4401) 3- عند ابن ماجة وصححه الألباني من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَال: "إِنَّ المَيِّتَ يَصِيرُ إِلى القَبْرِ، فَيُجْلسُ الرَّجُلُ الصَّالحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلا مَشْعُوفٍ ثُمَّ يُقَالُ لهُ: فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ فِي الإِسْلامِ فَيُقَالُ لهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، جَاءَنَا بِالبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَصَدَّقْنَاهُ، فَيُقَالُ لهُ: هَل رَأَيْتَ اللهَ ؟ فَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللهَ، فَيُفْرَجُ لهُ فُرْجَةٌ قِبَل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِليْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيُقَالُ لهُ: انْظُرْ إِلى مَا وَقَاكَ اللهُ، ثُمَّ يُفْرَجُ لهُ قِبَل الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، وَيُقَالُ لهُ عَلى اليَقِينِ كُنْتَ، وَعَليْهِ مُتَّ، وَعَليْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَيُجْلسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا فَيُقَالُ لهُ: فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ لا أَدْرِي فَيُقَالُ لهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلا فَقُلتُهُ، فَيُفْرَجُ لهُ قِبَل الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لهُ: انْظُرْ إِلى مَا صَرَفَ اللهُ عَنْكَ ثُمَّ يُفْرَجُ لهُ فُرْجَةٌ قِبَل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِليْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ عَلى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَليْهِ مُتَّ وَعَليْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى) (1) 4- وانظر الى عمر لما ذهب للشام فعلم بان الطاعون فيها وقف وتردد يريد أن يتحرك بخبر ليمتثل وينفذ أيعود للمدينه أم يدفع الى الشام التى بها الطاعون ، ماذا يفعل هل من علم ( خبر ) مع أحد ممن معه لكى ماذا لينفذ على الفور هل لأنه أمير المؤمنيين ليكون للناس قدوة والله ماوجدناه من الصحابة والتابعين ماهو الا التصديق والامتثال فى جميع الأحوال لأنه هو عمر الذى كان يعمل بالأجر يوما ويتعلم يوما وهو عمر أمير المؤمنيين ،حتى جاء العلم ( الخبر ) من خزانة ابن عوف رضى الله عنه قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول ان سمعت أن الطاعون فى بلد أنت فيها لاتخرج منها وان كنت لم تبلغها لاتدخلها " ــــــــــــــ
1- - ابن ماجة (4258) وصححه الألباني.. 5) حديث البخارى فى كتاب الصلاة فى صحيحه باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء
| |
|