Admin Admin
عدد المساهمات : 367 نقاط : 14958 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/04/2012 العمر : 31 الموقع : فلسطين
| موضوع: الترميم الخارجي لجدار الكعبة المشرفة السبت 21 أبريل - 19:20:16 | |
|
الكل يعلم أن بيت الله بناء قائم متكعب وبارز وسط ساحة المطاف الواسعة بالمسجد الحرام ,
مكشوف للسماء , ومسدل عليها ثوبها الشريف تعظيما لها , وفي نفس الوقت يلبسها هذا الثوب حماية نسبية من المؤثرات الطبيعية عليها , ولكن منهج الله سبحانه وتعالى في مخلوقاته أنه جعل كل شيء بفعل الزمن يتأثر فيتغير , وعوامل التغيير وأسبابه كثيرة , ولكن من أهمها في التأثير على المنشآت والبناء ما يسمى بالعوامل الجوية بنوعيها الميكانيكية والكيماوية , أي الحركية والتفاعلية , ولقد تأثر بناء الكعبة المشرفة على مرور حوالي 375 عاما بعد ترميمها الشامل الأخير عام 1040هـ بعوامل التجوية , فظهرت هذه الآثار على شكل تقشرات وفجوات في أوجه الحجارة الخارجية لجدار الكعبة المشرفة , وكذا نخر وشقوق في لياسة الفواصل بين الحجارة شمل أجزاء عليا وسفلى من الحوائط , مما ينفي أن ذلك بفعل تأثير يد الطائفين للبيت , إذ أن أيديهم إذا لامست الأجزاء السفلى فلن تستطيع أن تصل إلى الأجزاء العليا من الجدار. وانطلاقا من الرعاية والعناية المتواصلة لخادم , الحرمين الشريفين لشعائر الله , وتكريس أوليات اهتماماته دائما لتعظيم وتكريم مقدسات الله , جاء أمره السامي الكريم في أوائل شهر ذي الحجة من عام 1414هـ بإصلاح الفواصل الخارجية والتقشرات والفجوات في الحجارة وكل ما يحتاجه جدار الكعبة المشرفة الخارجي من الإصلاح , فكان التنفيذ في حينه آخذا الأسلوب والخطوات التالية:-
لقد أخذ الترميم الخارجي أسلوب نخر الفواصل بين الحجارة وتفريغها إلى أبعد مدى يحتاجه الإصلاح من التفريغ وبما لا يؤثر على أصل العمارة , ثم تنظيفها التنظيف التام , ولقد وجد في الشقوق آثار رطوبة ربما تسربت بين الحجارة بفعل العوامل الجوية وغيرها , كما أن الأرضة (وهي دودة الخشب والتي نسميها باللغة الدارجة - العتة-) قد اتخذت من هذه الفواصل مرتعا لها , وليس هذا بالعجيب عليها , فبيت الله هو مسكنها الطبيعي الذي تحن إليه منذ أن أمرها الله بأكل الصحيفة الغاشمة الظالمة التي حملت القطيعة من قريش لكل من يوالي محمدا صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وغيرهم , حيث علقت في جوف الكعبة , فكانت معجزة نقضها بعد ثلاث سنوات من تعليقها عن طريق الأرضة بقرضها , ما عدا كلمة الجلالة ونورها. وبعد نخر الفواصل وتنظيفها نظفت أسطح الحجارة الخارجية لجدار الكعبة , وشطف المفتت من قشرتها الرخوة والرطبة وكذا فجواتها ثم غسلت جميعها , وجففت تماما بقوة النفخ الآلي. وبعد دراسة كاملة لنوعية صخور الكعبة , ومطابقة الأوصاف على جبال مكة المعروفة , أخذت صخور مجانسة لصخور الكعبة , ثم صنع من كسارتها عجينة , عوملت معاملة كيماوية وعلمية خاصة , بمستحضرات مواد ماسكة , تعطي صلابة أعلى من الأساس الصخري , فكسيت بها الأسطح الخارجية للحجارة , وخشن سطحها بواسطة قوالب مصنوعة تحاكي خشونة وحفيرات السطح الطبيعي للصخور , دق بها المعجون السطحي قبل أن يجف فأعطت الشكل النهائي بما لا يختلف في شيء عن الأصل الطبيعي. أما الفواصل المفرغة فقد حقنت بمعجون ماسك (ملاط) صنع خصيصا لهذا الغرض ويعطي قوة تماسك يبقى مفعولها أكبر عمر افتراضي ممكن , وتم الحقن عن طريق آليات متطورة بدفع قوي حتى يتخلل المعجون أدق جزئيات الفراغات الداخلية فلا تبقي أثر الفراغ , ومن ثم سوي السطح الخارجي لهذه الفواصل بما يظهر على شكل خطوط مستقيمة , أفقية ورأسية , وتكون مربعات مستطيلة حسب شكل الحجر وتربيعه , ولإعطاء شكل توازني لشكل مربعات خطوط الفواصل تم إضافة بعض الخطوط الطولية على الحجارة الكبيرة . وقد عملت هذه الفواصل من الملاط بصورة بارزة ونافرة قليلا بعد أن كانت قبل الترميم إلى حد ما غائرة , وهذا البروز البسيط يعطي الفواصل حماية أكبر من تأثير العوامل الجوية عليها. وهكذا ظهر جدار الكعبة الخارجي بمظهر البناء الجديد وهو ليس بجديد , ولكنه الإتقان بتوفيق من الكريم المنان.
| |
|