عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير: تأليف أبي
الفتح محمد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس ، الشافعي (ت
734هـ).
بيروت : دار الآفاق ، عام 1977م.
يعد من أمهات السير المعتمدة ، وهو كتاب شامل لحياة النبي صلى الله عليه
وسلم نسبه ، وولادته ، وحياته في السلم ، والحرب ، وكل ما يؤثر عنه في ذلك
حتى وفاته ، ثم أتبع ذلك بذكر أعمامه ، وعماته ، وأزواجه ، وأولاده ،
وحليته ، وشمائله ، وعبيده ، وإمائه ، ومواليه ، وما يتصل بذلك مما ذكره
العلماء.
وقد شرح المؤلف منهجه في عرض السيرة النبوية بقوله: ( سالكاً في ذلك ما
اقتضاه التاريخ ، من إيراد واقعة بعد أخرى ، إلا ما اقتضاه الترتيب من ضم
الشيء إلى شكله ، ومثله ، حاشا ذكر أزواجه ، وأولاده عليه السلام ، فإني لم
أسق ذكرهم على ما اقتضاه التاريخ ، بل دخل ذلك كله فيما اتبعت به باب
المغازي والسير من باب الحلى ، والشمائل ، ولم استثن من ذلك إلا ذكر تزويجه
عليه السلام خديجة عليها السلام ، لما وقع في أمرها من أعلام النبوة ) ،
وهو منهج المحدثين في ذكر الأحاديث بأسانيدها .
ثم يتكلم ما احتواه الكتاب إلى جانب الغرض الأصلي فيقول : ( وقد أتحفت
الناظر في هذا الكتاب من طرف الأشعار بما يقف الاختيار عنده ، ومن نتف
الأنساب بما لا يعدو التعريف حده ، ومن عوالي الأسانيد بما يستعذب الناهل
ورده ، ويستنجح الناقل قصده ، وأرحته من الإطالة بتكرار ما يتكرر منها).
وجعل عمدته في هذا الكتاب عالم السيرة النبوية محمد بن إسحاق : ( وعمدتنا
فيما نورده من ذلك على محمد بن إسحاق ، إذ هو العمدة في هذا الباب لنا
ولغيرنا ...).
ومن أجل هذا خص ابن إسحاق ، والدفاع عنه ، وكذلك بالنسبة لمحمد بن عمر بن
واقد (الواقدي) أبو عبد الله المديني في مقالين : الأول بعنوان : ذكر
الكلام في محمد بن إسحاق والطعن عليه ، والثاني : ذكر الأجوبة عما رمي به :
ثم اتبع ذلك بالكلام عن مكانة الواقدي العلمية.
المرجع : كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات العربية والتاريخية ، ص 407