منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولى للمنتدى ندعوك للتسجيل في منتدياتنا
منتديات الدفاع عن التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الدفاع عن التاريخ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في صحبة الأنبياء 3 ـ إدريس عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 367
نقاط : 14958
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/04/2012
العمر : 31
الموقع : فلسطين

في صحبة الأنبياء 3 ـ إدريس عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: في صحبة الأنبياء 3 ـ إدريس عليه السلام   في صحبة الأنبياء 3 ـ إدريس عليه السلام Icon_minitimeالأحد 15 أبريل - 1:04:05

بقلم / د / أحمد عبد الحميد عبد الحق*
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين .. وبعد ..
فقد
فرغنا في الحلقتين السابقتين من الحديث عن آدم عليه السلام ، وابني آدم
اللذين ورد ذكرهما في القرآن الكريم ، وفي هذه الحلقة نتحدث عن نبي الله
إدريس ـ عليه السلام ـ الذي جاء ذكره في قول الله عز وجل " وَاذْكُرْ فِي
الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ
مَكَانًا عَلِيًّا (1) ..

وقد
اختلف العلماء في تحديد الزمان والمكان الذي بُعث فيه ، وهل كان أول
الأنبياء بعد آدم ـ عليه السلام ـ أم سبقه نوح ـ عليه وسائر الأنبياء
الصلاة والسلام

، وهذا لا يعنينا في شيء ، ولن يترتب على معرفة أيهما أسبق كبير فائدة ،
فالمسلم مطالب بألا يبحث فيما لا يعود عليه أو على البشرية بالنفع في
الدنيا أو الآخرة ، وإنما يعنيا من قصة هذا النبي الصالح أن نقف عند قول
الله سبحانه وتعالى عنه : " ورفعناه مكانا عليا" وأن نتدبر في العمل الذي
جعله ينال هذه المنزلة ، ويصل به لتلك الرفعة ؛ كي نسعى للفوز بمثل منزلته
، وأن نرقى بأنفسنا كما رقى هو ـ عليه السلام ـ وهو السبب الذي من أجله
أمر الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يذكره ويذكرنا به فقال
في محكم آياته : " واذكر في الكتاب إدريس ".

وأما
عن الأمر الذي أوصله لتلك المنزلة العليا التي رفعه الله إليها فهو كونه "
صديقا نبيا " وبالطبع فإن موضوع النبوة اصطفاء إلهي لا اختيار للبشر فيه ،
وقد انتهى هذا الاصطفاء وخُتم بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان جانب التأسي فيها له صلى الله عليه وسلم دوننا ..
وأما
الصفة الأخرى " الصدق " فهي مجال تأسينا ـ نحن ـ به ، فعلينا أن نتحرى في
التخلق بها ؛ حتى نرقى إلى ما نصبو إليه عند الله عز وجل ، مصداقا لقول
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى
الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ
لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا.." ( 2) .. وفي صحيح مسلم : " حتَّى
يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا " (3) ..

ولنعلم أن الصدق قبل أن يرفع من مكانة العبد في الآخرة فإنه يكون نجاة له في الدنيا ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهلكة ، فإن فيه النجاة ، واجتنبوا الكذب وإن رأيتم أن فيه النجاة ، فإن فيه الهلكة "(4) ..
وجاء
في صحيح البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أَن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال : « بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ إِذْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ ،
فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّهُ وَاللَّهِ
يَا هَؤُلاَءِ لاَ يُنْجِيكُمْ إِلاَّ الصِّدْقُ ، فَلْيَدْعُ كُلُّ
رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ ، فَقَالَ
وَاحِدٌ مِنْهُمُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لي
أَجِيرٌ عَمِلَ لي عَلَى فَرَقٍ مِنْ أَرُزٍّ ، فَذَهَبَ وَتَرَكَهُ ،
وَأَنِّى عَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ ، فَصَارَ مِنْ
أَمْرِهِ أَنِّى اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا ، وَأَنَّهُ أتاني يَطْلُبُ
أَجْرَهُ فَقُلْتُ : اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ ، فَسُقْهَا ،
فَقَالَ لي إِنَّمَا لي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِنْ أَرُزٍّ ، فَقُلْتُ لَهُ :
اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَإِنَّهَا مِنْ ذَلِكَ الْفَرَقِ ،
فَسَاقَهَا ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّى فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ
خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا ، فَانْسَاحَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ ،
فَقَالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لي
أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، فَكُنْتُ آتِيهِمَا كُلَّ لَيْلَةٍ
بِلَبَنِ غَنَمٍ لي ، فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِمَا لَيْلَةً فَجِئْتُ وَقَدْ
رَقَدَا وأهلي وَعِيَالِى يَتَضَاغَوْنَ مِنَ الْجُوعِ ، فَكُنْتُ لاَ
أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَاىَ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ،
وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا ، فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا ، فَلَمْ
أَزَلْ أَنْتَظِرُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ
أَنِّى فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا ،
فَانْسَاحَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ ، حَتَّى نَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ ،
فَقَالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي
ابْنَةُ عَمٍّ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَىَّ ، وَأَنِّى رَاوَدْتُهَا
عَنْ نَفْسِهَا فَأَبَتْ إِلاَّ أَنْ آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ ،
فَطَلَبْتُهَا حَتَّى قَدَرْتُ ، فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَدَفَعْتُهَا
إِلَيْهَا ، فَأَمْكَنَتْنِى مِنْ نَفْسِهَا ، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ
رِجْلَيْهَا ، فَقَالَتِ : اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَفُضَّ الْخَاتَمَ
إِلاَّ بِحَقِّهِ ، فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ الْمِائَةَ دِينَارٍ ، فَإِنْ
كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّى فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا
، فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا » ( 5) ..

وقد جاء في بعض الآثار أن إدريس عليه السلام هو أول من خط بالقلم (6) وأنه سمي إدريس لكثرة درسه كتاب الله تعالى ( 7) ..
وقد يكون ذلك من أسباب رفعة مكانته أيضا ، وقد جاء في القرآن الكريم : "
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ... "(Cool وجاء في
الأثر " لو وزن مداد العلماء ودم الشهداء لرجح مداد العلماء على دم
الشهداء .( 9) ..

وفي
بعض الأخبار أنه ( إدريس عليه السلام ) كان يجتهد في العبادة والطاعة حتى
كان يرفع عنه كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه – وأنه
طمع في أن يزداد عملا ، فأتاه خليل له من الملائكة فقال له : إن الله أوحي
لي كذا وكذا ( يقصد عبارة : إني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم )
فكلم ملك الموت حتى أزداد عملا ، فحمله هذا الملك بين جنياحيه ، ثم صعد به
إلى السماء ، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا ، فكلم
ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس فقال : وأين إدريس ؟ قال هو ذا على ظهري
فقال ملك الموت : يا للعجب بعثت وقيل لي : اقبض روح إدريس في السماء
الرابعة ، فجعلت أقول : كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض ؟ (
10) فقبض روحه هناك ..

وقد حاول بعض المفسرين أن يستأنس لتلك الرواية بما جاء في صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به في السماء الرابعة
، ولكن لا رابط بين الخبر وما جاء في البخاري ومسلم ، لأن الحديث الصحيح
يذكر أنه مر في السموات العلى بأنبياء غير إدريس عليه السلام ، مثل إبراهيم
وهارون وموسى عيسى ، وهؤلاء جميعا قبضت أرواحهم على الأرض ..

كما
أن المقصود من قول الله عز وجل : " ورفعناه مكانا عليا" ليس الرفع المادي
وإنما الرفع المعنوي ، رفع المكانة عنده سبحانه وتعالى وليس رفع الجسد
على غرار ما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم الذي رفع الله ذكره في
العالمين وقال له :" ورفعنا لك ذكرك ".

وقد
أورد المفسرون كثيرا من الروايات التي تفسر هذا العلو بقولهم : إن ملكا
رفعه إلى السماء بناء على طلبه ، ووضعه عند مطلع الشمس، أو أنه طلب الصعود
إلى السماء فصعد به ملك ، ولما حضر أجله قال لملك الموت لما جاءه : إن لي
إليك حاجة أخرى

، قال: وما هي ؟ قال : أن ترفعني إلى السماء فأنظر إلى الجنة والنار، فأذن
الله تعالى له في رفعه إلى السموات، فرأى النار فصعق، فلما أفاق قال أرني
الجنة، فأدخله الجنة، ثم قال له ملك الموت: أخرج لتعود إلى مقرك ، فتعلق
بشجرة وقال: لا أخرج منها.

فبعث
الله تعالى بينهما ملكا حكما، فقال مالك لا تخرج ؟ قال: لان الله تعالى
قال: " كل نفس ذائقة الموت " وأنا ذقته، وقال: " وإن منكم إلا واردها " وقد
وردتها، وقال: " وما هم منها بمخرجين " فكيف أخرج ؟ قال الله تبارك
وتعالى لملك الموت: " بإذني دخل الجنة وبأمري يخرج " فهو حي هنالك (11).

ومثل تلك الأخبار منسوبة إلى أناس من الصحابة والتابعين مثل : عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وكعب الأحبار ووهب ببن منبه ،
ولكن لا ندري من أين وصلهم هذا الكلام الذي لا أصل له في الكتاب أو السنة ،
ولذا ينبغي ألا نعول عليه، ويكفينا ما صح لنتأسى ونعمل به ، وأن يحرص كل
منا على أن يكون صديقا مثل إدريس عليه السلام .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله .
ـــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
*مدير موقع التاريخ الالكتروني
1 ـ سورة "مريم " : 56 ، 57
2 ـ صحيح البخاري : 20 / 247
3 ـ صحيح مسلم : 17 / 35.
4 ـ السيوطي : جامع الأحاديث41 / 319
5 ـ صحيح البخاري : 12 / 181
6 ـ صحيح ابن حبان :2 / 76..
7ـ تفسير القرطبي 11 / 108
8ـ سورة " المجادلة" : 11
9 ـ الجامع الكبير للسيوطي : 1 / 17062
10 ـ البداية والنهاية 1 / 112
11 ـ تفسير القرطبي :11 /
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mazika.alhamuntada.com
 
في صحبة الأنبياء 3 ـ إدريس عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الدفاع عن التاريخ  :: العالم قبل البعثة النبوية :: العالم قبل البعثة النبوية-
انتقل الى: